كاميرا "العربي الجديد" جالت في الريف اليمني وتعرّفت من قرب إلى طقوس الأعراس التي تختلف من منطقة إلى أخرى.
وقال العريس الثلاثيني صدام البنا لـ"العربي الجديد": "قبل العرس بأسبوع ترفع مكبرات الصوت على أسطح المنزل إعلاناً ببدء الطقوس، ويتوافد الأصدقاء والأقارب إلى منزل العريس ليشاركوه الفرحة". وأوضح أنّ العريس يذهب برفقة والده وأحد الأقارب إلى خاله قبل العرس بيومين، ويحددان معاً ما سيكون في وليمة الغداء من طعام، والأماكن التي تلزم للضيوف وعددهم.
وتابع أن "العريس، وإن كان قد طلب من خاله مائة ضيف، فإنه يُحضر معه مئتي ضيف، إكراماً منه وتعبيراً عن أنه قادر على جلب أكثر مما يطلبه العريس، ثم يجتمع الخال صباح يوم العرس مع ضيوفه في إحدى الساحات المتفق عليها، ويجمعون الأموال والهدايا قبل الذهاب إلى منزل العريس".
وعن تجهيزات يوم العرس، واصل حديثه قائلاً: "اليوم الأول يتميز بالرقص، وتؤدى إيقاعات متعددة تبعاً للرقصات المطلوبة ويستمر الرقص حتى المساء. بعدها تُذبَح الثيران وتُقطَّع اللحوم وتُغسَل وتُجهَّز الأواني والقدور وكل ما يخصّ إعداد وجبة الغداء والاستعدادات لاستقبال الضيوف صباح اليوم التالي".
ويؤكد البنا تفضيله لأعراس الريف، لكونها تعيد إحياء عادات وتقاليد ورثها الآباء والأجداد لأحفادهم، لافتاً إلى رمزية التكافل والتعاون التي تفتقر إليها المدن في الأعراس، إذ يحضر الجميع في المنطقة ويرفدون العريس بالمال ويشترك الجميع في مهرجان الرقص والمتعة.
من جهته، يتحدث العريس حسان القاضي لـ"العربي الجديد"، عن طقوس الأعراس في الأرياف اليمنية، وعن كونها تختلف من منطقة إلى أخرى، فالأعراس في المناطق الشمالية مثل صنعاء وعمران وغيرها ليست كما في تعز والمناطق الجنوبية.
ويشير القاضي إلى "ريف عمران حيث أقام عرسه؛ فالعرس للرجال يكون يومين، وفي صباح اليوم الأول يذهب العريس مع أبناء القرية إلى الجبال ويرقصون ثم يقومون (بالنصع)، وهي عبارة عن تحدٍّ بين أبناء القبيلة لإظهار مهارتهم في القنص وإصابة الهدف، ويستمر الرقص حتى الظهيرة ويعودون إلى منزل العريس لتناول وجبة الغداء، حيث يقيم العريس وليمة كبيرة لضيوفه، يقدم فيها أصنافاً من الأطعمة اليمنية المشهورة".
ويوضح القاضي أنّ عرس النساء يكون أسبوعاً، يجتمعن فيه في منزل العروس، ويحدد لكل يوم اسم ومهام تختلف عن الآخر، لينتهي بيوم الزفة، وفي المساء تذهب مجموعة من الأقارب ليأتوا بالعروس إلى منزل العريس. ويضيف: "قبل أن تدخل العروس يوضع بيض في الباب وتخطو عليه العروس، ويُعَدّ هذا الطقس بمثابة حرز للعروس من العين، والعريس يكون قد صعد إلى سطح المنزل ويطلق الرصاص في الهواء ترحيباً بقدوم عروسه".