لم يكن من السهل على باسل أبو العنين (29 عاماً) ألا يلبّي رغبة خطيبته بإطلالة بهيّة ليلة زفافهما بزينة من الذهب، وإن لم يكن بريقه حقيقياً.. وإن كان صينياً. فاصطحب فتاة أحلامه وتوجها إلى السوق.
هو عانى الأمرّين في خلال جمعِ مهر عروسه. فالوضع المادي الصعب، جعله عاجزاً عن توفير كثير من الاحتياجات اللازمة لأي عروسٍ في غزّة.
يخبر "عجزت عن توفير المال لشراء الذهب الخالص لها. لكنني وجدت في الذهب الصيني بديلاً عنه. في البداية، شعرت بضيق. لكنني لا أستطيع إلا أن أسعد قلب حبيبتي كي تكون في أبهى طلاتها في ليلة عرسنا".
من جهتها، لا تمانع داليا (21 عاماً) أن تتزيّن بالذهب الصيني. بالنسبة إليها، "ليس بأمر معيب في ظل عدم توفّر الإمكانات لشراء الذهب".
في البدء، راحت الشابات يتجهن نحو التزيّن بالذهب الصيني. هو ليس ذهباً، بل تقليد متقن له، بلمعانه وتصاميمه الجذابة. وشيئاً فشيئاً، راح يلاقي رواجاً كبيراً من قبل المقبلات على الزواج. فنتيجة الارتفاع الكبير في سعر الذهب وعدم تمكّن كثر من شرائه، تحاول العائلات شراء الذهب الصيني بدلاً من الذهب الأصلي للتخفيف عن كاهل الخطاب.
وفي حين تشتري بعض العائلات مصاغ الخطبة كله ذهباً صينياً لا يتعدّى سعره 540 شيكلاً (نحو 141 دولاراً أميركياً)، فإن عائلات أخرى ترى ذلك ناقصاً. فتزيد عليه بعض أساور أو قرطَين أو عقد صغير من الذهب الصيني أيضاً. وفي خلال الحفل، تكتفي والدة العريس بعرضه سريعاً أمام الضيوف للحظات. هكذا، لا تستطيع العين الخبيرة اكتشاف أن ما تحمله والدة العريس وترقص به ليس سوى ذهب مزيف.
شراء الذهب للعروس، ما زال من العادات الاجتماعيّة التي تتمسّك بها العائلات الفلسطينيّة، على الرغم من غلاء أسعاره وصعوبة الأوضاع الاقتصاديّة. لذا أتى الذهب الصيني حلاً مرضياً وإن شكلياً.
في سوق الذهب في مدينة غزة، كان محمد الجملة (36 عاماً) يتجّول بحثاً عن أي قطعة ذهب رخيصة، يشتريها لزوجته. لكنه صُدم بالارتفاع الكبير في أسعار الذهب، الأمر الذي جعله في حالة إحباط شديدة. فنصحه حموه الذي يُقدّر وضعه المادي الصعب، بالذهب الصيني.
يخبر محمد: "اشتريت طقم ذهب كاملا، هو عبارة عن سوار وعقد وحلق ولم يكلفني إلا 200 شيكل فقط (52 دولاراً). ولو اشتريته ذهباً أصلياً، لكلفني نحو 2700 شيكل (703 دولارات) أو أكثر.
ويشرح تاجر الذهب محمود أبو جزر أن الذهب الصيني يُباع بالقطعة التي يتراوح سعرها ما بين 20 و200 شيكل. وهو مبلغ زهيد جداً بالمقارنة مع سعر الذهب الأصلي الذي يتراوح سعر الغرام الواحد منه ما بين 60 شيكلاً لعيار 10، و150 شيكلاً لعيار 24.
لكن أبو جزر يلفت إلى أن "ارتفاع أسعار الذهب ليس السبب الوحيد الذي يدفع العائلات إلى شراء الذهب الصيني. فالأساس هو في الظروف الاقتصاديّة. من يملك المال يستطيع شراء الذهب ومن لا يملكه لا يستطيع شراء حتى ذلك الصيني".
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي، معين رجب، أن المقبل على الزواج لا يستطيع تأمين الذهب وفقاً للأعراف الاجتماعيّة السائدة، تحديداً في المجتمع الغزاوي. ويقول إن "عدم القدرة ناجم عن ارتفاع أسعار الذهب. ففي الآونة الأخيرة انخفض مستوى الدخل بشكل كبير جداً. أما البطالة فزادت من عدم قدرة الشباب المقبلين على الزواج، على توفير متطلبات ذلك الزواج".
يضيف أن "الخيارات أمام هؤلاء محدودة. الخيار الأول هو الاستدانة مع سلبياتها ومشاكلها، بخاصة للذين لا يملكون مصدر دخل أو رزق ثابت. أما الخيار الثاني والأسهل، فهو شراء الذهب التقليدي المخلوط مع معدن آخر كالنحاس مثلاً أو الذهب الصيني الذي يتّصف باللمعان وبأشكال مميّزة". يضيف: "وبما أنه يحقّق البهجة، فهذا مخرج لهم".
هو عانى الأمرّين في خلال جمعِ مهر عروسه. فالوضع المادي الصعب، جعله عاجزاً عن توفير كثير من الاحتياجات اللازمة لأي عروسٍ في غزّة.
يخبر "عجزت عن توفير المال لشراء الذهب الخالص لها. لكنني وجدت في الذهب الصيني بديلاً عنه. في البداية، شعرت بضيق. لكنني لا أستطيع إلا أن أسعد قلب حبيبتي كي تكون في أبهى طلاتها في ليلة عرسنا".
من جهتها، لا تمانع داليا (21 عاماً) أن تتزيّن بالذهب الصيني. بالنسبة إليها، "ليس بأمر معيب في ظل عدم توفّر الإمكانات لشراء الذهب".
في البدء، راحت الشابات يتجهن نحو التزيّن بالذهب الصيني. هو ليس ذهباً، بل تقليد متقن له، بلمعانه وتصاميمه الجذابة. وشيئاً فشيئاً، راح يلاقي رواجاً كبيراً من قبل المقبلات على الزواج. فنتيجة الارتفاع الكبير في سعر الذهب وعدم تمكّن كثر من شرائه، تحاول العائلات شراء الذهب الصيني بدلاً من الذهب الأصلي للتخفيف عن كاهل الخطاب.
وفي حين تشتري بعض العائلات مصاغ الخطبة كله ذهباً صينياً لا يتعدّى سعره 540 شيكلاً (نحو 141 دولاراً أميركياً)، فإن عائلات أخرى ترى ذلك ناقصاً. فتزيد عليه بعض أساور أو قرطَين أو عقد صغير من الذهب الصيني أيضاً. وفي خلال الحفل، تكتفي والدة العريس بعرضه سريعاً أمام الضيوف للحظات. هكذا، لا تستطيع العين الخبيرة اكتشاف أن ما تحمله والدة العريس وترقص به ليس سوى ذهب مزيف.
شراء الذهب للعروس، ما زال من العادات الاجتماعيّة التي تتمسّك بها العائلات الفلسطينيّة، على الرغم من غلاء أسعاره وصعوبة الأوضاع الاقتصاديّة. لذا أتى الذهب الصيني حلاً مرضياً وإن شكلياً.
في سوق الذهب في مدينة غزة، كان محمد الجملة (36 عاماً) يتجّول بحثاً عن أي قطعة ذهب رخيصة، يشتريها لزوجته. لكنه صُدم بالارتفاع الكبير في أسعار الذهب، الأمر الذي جعله في حالة إحباط شديدة. فنصحه حموه الذي يُقدّر وضعه المادي الصعب، بالذهب الصيني.
يخبر محمد: "اشتريت طقم ذهب كاملا، هو عبارة عن سوار وعقد وحلق ولم يكلفني إلا 200 شيكل فقط (52 دولاراً). ولو اشتريته ذهباً أصلياً، لكلفني نحو 2700 شيكل (703 دولارات) أو أكثر.
ويشرح تاجر الذهب محمود أبو جزر أن الذهب الصيني يُباع بالقطعة التي يتراوح سعرها ما بين 20 و200 شيكل. وهو مبلغ زهيد جداً بالمقارنة مع سعر الذهب الأصلي الذي يتراوح سعر الغرام الواحد منه ما بين 60 شيكلاً لعيار 10، و150 شيكلاً لعيار 24.
لكن أبو جزر يلفت إلى أن "ارتفاع أسعار الذهب ليس السبب الوحيد الذي يدفع العائلات إلى شراء الذهب الصيني. فالأساس هو في الظروف الاقتصاديّة. من يملك المال يستطيع شراء الذهب ومن لا يملكه لا يستطيع شراء حتى ذلك الصيني".
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي، معين رجب، أن المقبل على الزواج لا يستطيع تأمين الذهب وفقاً للأعراف الاجتماعيّة السائدة، تحديداً في المجتمع الغزاوي. ويقول إن "عدم القدرة ناجم عن ارتفاع أسعار الذهب. ففي الآونة الأخيرة انخفض مستوى الدخل بشكل كبير جداً. أما البطالة فزادت من عدم قدرة الشباب المقبلين على الزواج، على توفير متطلبات ذلك الزواج".
يضيف أن "الخيارات أمام هؤلاء محدودة. الخيار الأول هو الاستدانة مع سلبياتها ومشاكلها، بخاصة للذين لا يملكون مصدر دخل أو رزق ثابت. أما الخيار الثاني والأسهل، فهو شراء الذهب التقليدي المخلوط مع معدن آخر كالنحاس مثلاً أو الذهب الصيني الذي يتّصف باللمعان وبأشكال مميّزة". يضيف: "وبما أنه يحقّق البهجة، فهذا مخرج لهم".