في الشريط القصير المصور، يقترب طفل سوري صغير من كاميرا أحد الناشطين في بلدة مضايا المحاصرة، والمهددة بإبادة جماعية عبر قتل السكان جوعاً؛ يرفع الطفل رأسه متردداً بوجه محدثه، الذي يشجعه سائلاً: "شو بدك ياعمو؟".
بصعوبة ينطق الولد الشاحب: "ياعمي بدي قللك شغلة بس مستحي"، تسقط الأحرف من بين شفتيه التي أعياها الجوع، ثم يشرح قائلاً إنه لم يتناول وإخوته الطعام منذ ثلاثة أيام، بينما يظهر الخجل واضحا من إحساسه بالعار مما يطلب.
داحضاً عن نفسه تهماً أكبر من سنواته العشر، يشرح الطفل أنه ليس متسولاً، ولا أنانياً، وأنه لا يكذب، بل هو كبير جداً بما يكفي ليطلب وبشكل لائق، طعاماً لليوم فقط من أجل أخيه الصغير.
"عمو إذا قلتلك أنا ماعندي آكل!". فتجيبه الأمعاء الخاوية للناشط المحاصر مثله، ليذوي بريق الأمل الذي لمع لبرهة في عينيه، وتحل مكانه خيبة مريرة، أعاد الطفل صياغتها بسؤال لا يفتأ يلهج على ألسنة ملايين السوريين منذ أعوام: "طيب مطولة هي الحالة لتخلص؟".
وحظيت لقطات الفيديو القصيرة التي نشرتها الناشطة السورية رانيا قيسر على "يوتيوب" اليوم، بانتشار واسع وتفاعل كبير من جانب الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر في حملة رفع الحصار عن مدينة مضايا المحاصرة.