وبدأت المحادثات على خلفية تأثيرات واضحة بشكل متزايد لارتفاع درجة الحرارة على مدى العام الماضي، حيث استعرت حرائق الغابات من القطب الشمالي إلى الأمازون وصولا إلى أستراليا، بينما ضربت أعاصير مدمرة مناطق استوائية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريس، لدى افتتاح الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر "الأطراف 25" في مدريد، إن البشرية التي تعاني من عواقب تغير المناخ، يجب أن تختار بين "الأمل" في العيش في عالم أفضل من خلال التحرك أو "الاستسلام".
وأضاف غوتيريس بلهجة تحذيرية "هل نريد حقًا أن يصفنا التاريخ بأننا الجيل الذي حذا حذو النعامة، التي كانت تتنزه فيما العالم يحترق؟"، مخاطباً ممثلي نحو 200 دولة موقعة على اتفاقية باريس، وبينهم نحو 40 رئيس دولة وحكومة.
Twitter Post
|
من جهته، قال وزير المناخ البولندي ميخائيل كورتيكا، الذي قاد الجولة الماضية من مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ في مدينة كاتوفيتسه البولندية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنّ تزايد النشاط الشبابي المناهض لتغير المناخ يسلط الضوء على الطبيعة الملحة للمهمة. وأضاف في مراسم الافتتاح الرسمي للمحادثات في مركز للمؤتمرات في مدريد: "ربما لا يمضي العالم حتى الآن بالوتيرة التي نرغب فيها، لكن أملي لا يزال في الشباب".
وتابع قائلا "لديهم الشجاعة لرفع صوتهم وتذكيرنا بأننا ورثنا هذا الكوكب عن آبائنا، وينبغي لنا أن نسلمه للأجيال القادمة".
ويهدف المؤتمر إلى وضع التحضيرات النهائية اللازمة لدعم اتفاق باريس لعام 2015 الذي يسعى إلى التصدي لتغير المناخ، ويدخل مرحلة حاسمة من التنفيذ العام القادم.
ويقول باحثون إن التعهدات الحالية بموجب الاتفاق أقل بقليل من التحركات اللازمة لتفادي أشد العواقب الكارثية للاحتباس الحراري، ومنها ارتفاع مستوى البحار وموجات الجفاف والعواصف.
Twitter Post
|
وتشارك أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة، في قمة المناخ في مدريد، وتزور أفريقيا في الأسبوع الأول من توليها مهام منصبها، مما يسلط الضوء على اثنتين من أولويات المفوضية خلال السنوات الخمس المقبلة. ووضعت فون دير لاين أهدافاً ضمن سياسة الاتحاد الأوروبي لمواجهة تغير المناخ، إذ تعهدت بتقليص الانبعاثات الكربونية في دوله الأعضاء إلى ما لا يقل عن النصف بحلول عام 2030.
Twitter Post
|
وأكدت فون دير لاين للصحافيين الأحد، في أول يوم عمل لها، هدفها بجعل أوروبا أول قارة تحقق هدف تحييد الكربون (تحقيق توازن مع أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون) بحلول عام 2050.
ومن المتوقع أن تقدم المفوضية، في 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مقترحات تشريعية بهدف تحويل الأهداف إلى نصوص قانونية يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأعضاء البرلمان الأوروبي إقرارها.
Twitter Post
|
وبحسب الأمم المتحدة، فإن آثار تغير المناخ باتت في كل مكان، كما أن لها عواقب حقيقية للغاية على حياة الناس، ووصلت الإنبعاثات الغازية إلى معدلات قياسية وهي لا تبدي أي علامة توقف.
(رويترز, فرانس برس)