بعد 90 عاماً على اعتماد التاريخ الميلادي بشكل رسمي في تركيا عام 1926 إثر إلغاء الخلافة العثمانية، ما زال الاحتفال بعيد رأس السنة مصدر خلاف بين الأتراك. وما يجمع المواطنين في هذه المناسبة هو شراء بطاقات يانصيب (لوتو) رأس السنة بجائزته الكبرى التي وصلت هذا العام إلى 19 مليون دولار أميركي. يأتي ذلك بالرغم من أنّ إدارة الشؤون الدينية التركية أصدرت فتوى تحرّم جميع أشكال اليانصيب وتساوي حكمها بحكم لعب القمار.
لم يصبح الأول من يناير/ كانون الثاني يوم عطلة رسمية حتى عام 1936. كما لا يمكن حصر الخلاف بين الأتراك حول الاحتفال برأس السنة بالعامل الديني المتمثل برفضه انطلاقاً من كونه "عيداً مسيحياً"، بحسب الوعي السائد. بل يعود أبعد من ذلك إلى الخلاف التاريخي ما بين المحافظين والعلمانيين الذين تبنوا سياسات واضحة في تغريب المجتمع التركي قسراً، بتبني كل ما هو أوروبي. وبذلك، تحول رفض الاحتفال بعيد رأس السنة رمزاً لرفض "الاستبداد العلماني". وبالرغم من ذلك، ما زالت الدولة التركية بعد وصول المحافظين إلى السلطة، تحتفل بعيد رأس السنة سواء على مستوى البلديات أو على المستوى القومي بالألعاب النارية التي تطلق في أنقرة، وإسطنبول على أطراف الجسور التي تعبر مضيق البوسفور بين شطري المدينة.
محمد موتلو (50 عاماً) من بين الآلاف الذين يؤمنون أنّ حظوظهم في اليانصيب قد تغير حياتهم. وبالرغم من أنه لا يحتفل برأس السنة، كما يقول، فما زال يواظب على عادته في شراء اليانصيب منذ أكثر من 30 عاماً. يقول لـ"العربي الجديد": "لا أحتفل لأنّي أعتبره عيداً أوروبياً لا علاقة له بثقافتنا الإسلامية. أما اليانصيب فلا يمرّ رأس السنة إلا وأشتري بطاقة أو اثنتين، لعلّ الحظ يقف إلى جانبي وأربح جائزة كبرى". يقاطعه ابنه مازحاً: "نعم أبي لا يحتفل، لكنه يمضي ليلة رأس السنة وهو يتابع احتفال سحب اليانصيب إلى حين الدخول في السنة الجديدة، فيخرج ليشاهد الاحتفال بالألعاب النارية، ثم يخلد إلى النوم".
لموتلو علامات خاصة تؤكد له أنّ سيربح ورقة اليانصيب الليلة. يقول: "إنّها فضلات الطيور.. قد لا تصدقني، لكنني متفائل هذه السنة، فقد سحبت ورقة اليانصيب بعدما سقطت على كتفي فضلات أحد النوارس لدى خروجي من العمل". يؤكد وهو يضحك: "لقد حدث معي الأمر نفسه قبل 5 سنوات، كنت في ضائقة مالية، ولم أكن أعرف من أين سأدفع القروض المالية المتراكمة عليّ. ربحت يومها 20 ألف دولار في اليانصيب بعدما سقطت فضلات أحد العصافير على صلعتي".
لا تختلف حليمة باغ (45 عاماً) كثيراً بخصوص اليانصيب، لكنّها تحتفل بعيد رأس السنة، وتقول: "لا أرى أنّ الاحتفال برأس السنة أمر مخالف للشريعة، وتزعجني المزايدات. في نهاية الأمر رأس السنة لا علاقة له بالدين المسيحي. من جهتي، لا أزين المنزل بالشجرة، لكنّ العائلة تجتمع في هذه الليلة ونحضر الطعام ونشاهد الاحتفالات عبر التلفزيون ونخرج معاً قبل دخول العام الجديد لمشاهدة الألعاب النارية".
تضيف: "لا أسحب بطاقة يانصيب إلاّ في رأس السنة، أشعر بأن هذه البطاقة ستشبه العام الجديد تماماً.. أحلم أن أربح الجائزة الكبرى، لأؤمّن تعليم أولادي وأشتري منزلاً وسيارة وأسافر. لكنّي في كلّ الأحوال أريد للبطاقة أن تربح أيّ مبلغ مهما كان كي أشعر أنّ العام الجديد سيكون أفضل.. اليانصيب أمل اليائسين".
من جهته، يعتبر الطالب الجامعي يلدراي دمير (21 عاماً) أنّ الاحتفال برأس السنة هو في نهاية الأمر تقليد تركي تجاوز 70 عاماً، حتى وإن رفضته بعض شرائح المجتمع. يقول: "أن يكون حلالاً أو حراماً، فهو يعود إلى الطريقة التي تحتفل بها. بالنسبة لي، لست متديناً وأفضّل أن احتفل مع أصدقائي، حيث أواجه السنة الجديدة بكلّ جنون، بعيداً عن الأهل وتحفظاتهم". يضيف: "لا أشتري اليانصيب، لأني أعرف حظي السيئ. اشتريت لعامين ولم أربح شيئاً، لذلك قررت إنفاق ثمن بطاقة هذا العام على سهرة رأس السنة نفسها".
اقرأ أيضاً: روح الميلاد.. ألفة وتسامح يحتاج لهما العالم بشدة
لم يصبح الأول من يناير/ كانون الثاني يوم عطلة رسمية حتى عام 1936. كما لا يمكن حصر الخلاف بين الأتراك حول الاحتفال برأس السنة بالعامل الديني المتمثل برفضه انطلاقاً من كونه "عيداً مسيحياً"، بحسب الوعي السائد. بل يعود أبعد من ذلك إلى الخلاف التاريخي ما بين المحافظين والعلمانيين الذين تبنوا سياسات واضحة في تغريب المجتمع التركي قسراً، بتبني كل ما هو أوروبي. وبذلك، تحول رفض الاحتفال بعيد رأس السنة رمزاً لرفض "الاستبداد العلماني". وبالرغم من ذلك، ما زالت الدولة التركية بعد وصول المحافظين إلى السلطة، تحتفل بعيد رأس السنة سواء على مستوى البلديات أو على المستوى القومي بالألعاب النارية التي تطلق في أنقرة، وإسطنبول على أطراف الجسور التي تعبر مضيق البوسفور بين شطري المدينة.
محمد موتلو (50 عاماً) من بين الآلاف الذين يؤمنون أنّ حظوظهم في اليانصيب قد تغير حياتهم. وبالرغم من أنه لا يحتفل برأس السنة، كما يقول، فما زال يواظب على عادته في شراء اليانصيب منذ أكثر من 30 عاماً. يقول لـ"العربي الجديد": "لا أحتفل لأنّي أعتبره عيداً أوروبياً لا علاقة له بثقافتنا الإسلامية. أما اليانصيب فلا يمرّ رأس السنة إلا وأشتري بطاقة أو اثنتين، لعلّ الحظ يقف إلى جانبي وأربح جائزة كبرى". يقاطعه ابنه مازحاً: "نعم أبي لا يحتفل، لكنه يمضي ليلة رأس السنة وهو يتابع احتفال سحب اليانصيب إلى حين الدخول في السنة الجديدة، فيخرج ليشاهد الاحتفال بالألعاب النارية، ثم يخلد إلى النوم".
لموتلو علامات خاصة تؤكد له أنّ سيربح ورقة اليانصيب الليلة. يقول: "إنّها فضلات الطيور.. قد لا تصدقني، لكنني متفائل هذه السنة، فقد سحبت ورقة اليانصيب بعدما سقطت على كتفي فضلات أحد النوارس لدى خروجي من العمل". يؤكد وهو يضحك: "لقد حدث معي الأمر نفسه قبل 5 سنوات، كنت في ضائقة مالية، ولم أكن أعرف من أين سأدفع القروض المالية المتراكمة عليّ. ربحت يومها 20 ألف دولار في اليانصيب بعدما سقطت فضلات أحد العصافير على صلعتي".
لا تختلف حليمة باغ (45 عاماً) كثيراً بخصوص اليانصيب، لكنّها تحتفل بعيد رأس السنة، وتقول: "لا أرى أنّ الاحتفال برأس السنة أمر مخالف للشريعة، وتزعجني المزايدات. في نهاية الأمر رأس السنة لا علاقة له بالدين المسيحي. من جهتي، لا أزين المنزل بالشجرة، لكنّ العائلة تجتمع في هذه الليلة ونحضر الطعام ونشاهد الاحتفالات عبر التلفزيون ونخرج معاً قبل دخول العام الجديد لمشاهدة الألعاب النارية".
تضيف: "لا أسحب بطاقة يانصيب إلاّ في رأس السنة، أشعر بأن هذه البطاقة ستشبه العام الجديد تماماً.. أحلم أن أربح الجائزة الكبرى، لأؤمّن تعليم أولادي وأشتري منزلاً وسيارة وأسافر. لكنّي في كلّ الأحوال أريد للبطاقة أن تربح أيّ مبلغ مهما كان كي أشعر أنّ العام الجديد سيكون أفضل.. اليانصيب أمل اليائسين".
من جهته، يعتبر الطالب الجامعي يلدراي دمير (21 عاماً) أنّ الاحتفال برأس السنة هو في نهاية الأمر تقليد تركي تجاوز 70 عاماً، حتى وإن رفضته بعض شرائح المجتمع. يقول: "أن يكون حلالاً أو حراماً، فهو يعود إلى الطريقة التي تحتفل بها. بالنسبة لي، لست متديناً وأفضّل أن احتفل مع أصدقائي، حيث أواجه السنة الجديدة بكلّ جنون، بعيداً عن الأهل وتحفظاتهم". يضيف: "لا أشتري اليانصيب، لأني أعرف حظي السيئ. اشتريت لعامين ولم أربح شيئاً، لذلك قررت إنفاق ثمن بطاقة هذا العام على سهرة رأس السنة نفسها".
اقرأ أيضاً: روح الميلاد.. ألفة وتسامح يحتاج لهما العالم بشدة