الإعلان الأخير لباحثين في بورتلاند الأميركية عن نجاحهم في إجراء عملية تعديل وراثي على أجنّة فاجأت كثيرين. هي خطوة إلى الأمام بالتأكيد في علم الوراثة، خصوصاً في ما يتعلق بالوراثة البشرية، لكنّ القضية ككلّ تطرح أسئلة أخلاقية.
ما فعله الباحثون هو التمكن من تغيير المادة الوراثية في خلية أجنّة باستخدام تقنية معروفة باسم "كريسبر". وفي تفصيل أكبر، فإنّ الحمض النووي (DNA) يتكون من سلسلة طويلة من الأزواج القاعدية، وكلّ قاعدة محددة بواحد من أربعة حروف. هذه الحروف تشكل الأبجدية الوراثية، والكلمات أو الجمل التي يجري إنشاؤها تتألف من ترتيب معين من الحروف، فتنشأ لدينا الجينات التي تحدد خصائصنا الوراثية. في بعض الأحيان يمكن أن ينشأ "خطأ إملائي" في الكلمات، ويمكن أن "تتشوه" صياغة الجمل قليلاً، وهو ما يؤدي إلى مرض أو اضطراب. بذلك، جرى تصميم الهندسة الوراثية من أجل تصحيح تلك الأخطاء. و"كريسبر" هي أداة تمكّن العلماء من استهداف منطقة معينة من الجينات، وتعمل في ما يشبه طريقة "البحث والاستبدال" في أجهزة ميكروسوفت على إزالة تسلسل تعتبره "خاطئاً" واستبداله بتسلسل "صحيح".
في العقد الماضي، كانت "كريسبر" الأداة الرئيسية لأولئك الذين يسعون لتعديل الجينات البشرية وغيرها، من بين أدوات أخرى، بحسب موقع "لايف ساينس" المتخصص. وبالفعل جرى استخدامها في التجارب لجعل البعوض مقاوماً للملاريا، وكذلك تعديل النباتات وراثياً لتكون مقاومة للأمراض، واستكشاف قدرات أكبر للحيوانات الأليفة والماشية الخاضعة المُهندَسة وراثياً، وربما علاج بعض الأمراض البشرية، بما في ذلك نقص المناعة المكتسبة (إيدز)، والناعور (هيموفيليا) وسرطان الدم (لوكيميا).
حتى وقت قريب، لم يكن التركيز في الهندسة الوراثية للبشر على تغيير البويضات والحيوانات المنوية والأجنّة. لكنّ الاستخدام الأخير يطرح إشكالية الاعتماد على مثل هذه العملية في تصميم الأطفال. وهي إشكالية تتعلق باحتمال الاضطرار إلى استخدام هذه التقنية في كلّ جيل من الأجيال ما يؤثر على الفوائد العلاجية المحتملة. وبالتالي، فإنّ الاعتياد على هذه العملية، وفقاً لنظرية التطور، يجعل البشر في المستقبل عاجزين عن الاستغناء عنها، وبذلك، قد يخسرون إمكانية نقل خصائص وراثية مهمة وأساسية عبر العملية الطبيعية من خلال الجينات التي تعتبر بالمنظار الحالي "خاطئة".
تجدر الإشارة إلى أنّ الباحثين لم يصمموا طفلاً من التجربة التي أجروها، بل هو مجرد اختبار خارج الرحم على أجنّة في طورها الأولي، لم يُسمح بتطورها أكثر من بضعة أيام. كذلك، يؤكد العلماء أنّ تصميم أطفالنا ما زال بعيداً جداً عن زمننا الحالي.
اقــرأ أيضاً
ما فعله الباحثون هو التمكن من تغيير المادة الوراثية في خلية أجنّة باستخدام تقنية معروفة باسم "كريسبر". وفي تفصيل أكبر، فإنّ الحمض النووي (DNA) يتكون من سلسلة طويلة من الأزواج القاعدية، وكلّ قاعدة محددة بواحد من أربعة حروف. هذه الحروف تشكل الأبجدية الوراثية، والكلمات أو الجمل التي يجري إنشاؤها تتألف من ترتيب معين من الحروف، فتنشأ لدينا الجينات التي تحدد خصائصنا الوراثية. في بعض الأحيان يمكن أن ينشأ "خطأ إملائي" في الكلمات، ويمكن أن "تتشوه" صياغة الجمل قليلاً، وهو ما يؤدي إلى مرض أو اضطراب. بذلك، جرى تصميم الهندسة الوراثية من أجل تصحيح تلك الأخطاء. و"كريسبر" هي أداة تمكّن العلماء من استهداف منطقة معينة من الجينات، وتعمل في ما يشبه طريقة "البحث والاستبدال" في أجهزة ميكروسوفت على إزالة تسلسل تعتبره "خاطئاً" واستبداله بتسلسل "صحيح".
في العقد الماضي، كانت "كريسبر" الأداة الرئيسية لأولئك الذين يسعون لتعديل الجينات البشرية وغيرها، من بين أدوات أخرى، بحسب موقع "لايف ساينس" المتخصص. وبالفعل جرى استخدامها في التجارب لجعل البعوض مقاوماً للملاريا، وكذلك تعديل النباتات وراثياً لتكون مقاومة للأمراض، واستكشاف قدرات أكبر للحيوانات الأليفة والماشية الخاضعة المُهندَسة وراثياً، وربما علاج بعض الأمراض البشرية، بما في ذلك نقص المناعة المكتسبة (إيدز)، والناعور (هيموفيليا) وسرطان الدم (لوكيميا).
حتى وقت قريب، لم يكن التركيز في الهندسة الوراثية للبشر على تغيير البويضات والحيوانات المنوية والأجنّة. لكنّ الاستخدام الأخير يطرح إشكالية الاعتماد على مثل هذه العملية في تصميم الأطفال. وهي إشكالية تتعلق باحتمال الاضطرار إلى استخدام هذه التقنية في كلّ جيل من الأجيال ما يؤثر على الفوائد العلاجية المحتملة. وبالتالي، فإنّ الاعتياد على هذه العملية، وفقاً لنظرية التطور، يجعل البشر في المستقبل عاجزين عن الاستغناء عنها، وبذلك، قد يخسرون إمكانية نقل خصائص وراثية مهمة وأساسية عبر العملية الطبيعية من خلال الجينات التي تعتبر بالمنظار الحالي "خاطئة".
تجدر الإشارة إلى أنّ الباحثين لم يصمموا طفلاً من التجربة التي أجروها، بل هو مجرد اختبار خارج الرحم على أجنّة في طورها الأولي، لم يُسمح بتطورها أكثر من بضعة أيام. كذلك، يؤكد العلماء أنّ تصميم أطفالنا ما زال بعيداً جداً عن زمننا الحالي.