ورفع المشاركون في الوقفات، التي نظمت أمام عدد من مقرات مديريات وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، في عدة محافظات بالضفة الغربية وقطاع غزة، لافتات منددة بالموقف الأميركي تجاه "أونروا"، بينما شارك في الوقفات موظفون وطلاب مدارس، للتأكيد على دعمهم للوكالة ورفضهم للموقف الأميركي.
وخلال وقفة تضامنية نظمت أمام مقر وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بمدينة رام الله، أكد وزير التربية الفلسطيني، صبري صيدم، في كلمة، أن الأسرة التربوية تبرق اليوم، رسالة قوية مفادها أن الشعب الفلسطيني يرفض الذل والهوان ولن يكسره أي أحد.
وشدد صيدم على أن هذه الوقفات تبرهن على الوفاء الأصيل للقضايا الوطنية، وتجدد موقف المؤسسة التربوية الرافض لأي محاولات من شأنها تهميش الهوية الوطنية الجمعية وتصفية قضية اللاجئين؛ عبر استهداف وكالة الغوث وتهديدها بقطع المساعدات عنها.
في غضون ذلك، أكد الوزير صيدم تشبث الفلسطينيين بالمناهج ومجابهة المخططات الهادفة إلى تشويهها ومحاربة مضامينها الوطنية والإنسانية، مستهجنا المحاولات المشبوهة التي يقودها الاحتلال وأعوانه لاستهداف المناهج الفلسطينية والتحريض ضد المنظومة التعليمية خاصة في القدس.
وتشهد المحافظات الفلسطينية في الآونة الأخيرة، فعاليات احتجاجية ضد قرار الولايات المتحدة بتقليص تمويلها لوكالة "أونروا"، حيث يواصل اللاجئون الفلسطينيون فعالياتهم للأسبوع الثاني على التوالي.
وفي بيان صادر عن اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وفصائل العمل الوطني وفعاليات ومؤسسات المخيمات واللاجئين في الضفة الغربية، دانت تلك الفعاليات والفصائل القرار الأميركي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وتقليص المساهمة الأميركية لوكالة "أونروا".
ورفضت تلك الفعاليات والقوى في بيانها، تقليصات وكالة الغوث الدولية الهادفة إلى إنهاء خدماتها وتصفية قضية اللجوء، مطالبة باستمرار خدمات الوكالة حتى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وفقا للقرار الأممي رقم 194.
كما دانت الاتفاق الذي وقّعه اتحاد العاملين مع إدارة "أونروا" لفصل 158 معلما ومعلمة من حملة الدبلوم، مطالبة بإعادتهم جميعا إلى عملهم، محذرة إدارة الوكالة من التلاعب بمستقبل الفلسطينيين الوظيفي والتعليمي.
وشددت كذلك على ضرورة إعادة هيكلة دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها، إضافة إلى تطبيق قرارات وتعليمات الرئيس الفلسطيني محمود عباس للجهات المعنية بإسناد ودعم صمود المخيمات الفلسطينية.
كما طالبت الفعاليات نفسها الحكومة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها الوطنية تجاه المخيمات الفلسطينية وتجمعات اللاجئين والاستجابة السريعة لمتطلباتها واعتبارها أولوية وطنية قبل فوات الأوان، بينما رفضت الطريقة التي تعامل بها مجلس الوزراء الفلسطيني أثناء الاعتصام الذي نظمته اللجان الشعبية أمام مجلس الوزراء، مؤكدين على استمرار هذه الفعاليات والاحتجاجات كل ثلاثاء من كل أسبوع.
وشهد محيط مقر مجلس الوزراء الفلسطيني يوم الثلاثاء الماضي، خلال اعتصام نظمته اللجان الشعبية للمخيمات، تواجدا عسكريا وأمنيا فلسطينيا مكثفا، حيث منع المشاركون في الاعتصام من الوصول أمام مقر مجلس الوزراء.
إلى ذلك، قررت الفعاليات أيضا بث رسالة إلى المفوض العام في وكالة الغوث تفيد رحيل مدير عمليات الضفة الغربية سكوت أندرسون والطاقم الأميركي، في ظل استمرار وقف المساعدات الأميركية لوكالة "أونروا".