ورفع مواطنون شعار "ديقاج" (ارحل) في وجه رئيس الحكومة المفوض، كمال مرجان، خلال زيارته إلى أحد أحياء محافظة أريانة القريبة من العاصمة، محملين أجهزة الدولة مسؤولية تدهور البنية التحتية التي لم تتحمل الفيضانات التي أغرقت منازلهم.
وقضى عشرات التونسيين أوقاتا صعبة الليلة الماضية بعد أن علقوا على الطرقات، وتعذر عليهم العودة إلى بيوتهم نتيجة ارتفاع منسوب المياه في العديد من المناطق السكنية مما أدى إلى شلل تام في حركة المرور.
وتسببت السيول في جرف العديد من وسائل النقل التي نزل منها أصحابها مفضلين النجاة بأرواحهم وأرواح عائلاتهم على إنقاذ عرباتهم، في حين تأخر تدخل أجهزة الحماية المدنية والأمن لفك العزلة عن المواطنين من حالة الاحتقان والغضب.
وتوقع المختص في علم النفس الاجتماعي، سامي نصر، أن يعاقب الناخبون الأحزاب التي جربت الحكم في تونس قبل الثورة وبعدها، وأن يعبروا عن غضبهم من السياسيين الذين لم يفوا بوعود سابقة.
وأضاف نصر لـ" العربي الجديد": "سيستحضر التونسيون خلال الاقتراع معاناتهم مع البنية التحتية السيئة، وجهاز النقل والطرق الرديئة، وضعف أجهزة الدولة، وسيوجهون خياراتهم نحو الأحزاب التي تقدم لهم بديلا، أو التي لم تجرب الحكم".
ومنذ الساعات الأولى لمساء الثلاثاء، أطلق مواطنون في محافظة أريانة نداء استغاثة مطالبين أجهزة الأمن والحماية المدنية بمساعدتهم على إزالة مياه الأمطار التي داهمت بيوتهم، وفتح الطرق أمام السيارات، واتهم مواطنون من الأحياء المتضررة أجهزة الدولة بالتقصير في معالجة مشاكل الفيضانات التي تتكرر كل خريف مع تجدد الأمطار.
ومساء الثلاثاء، حلقت مروحيات تابعة للجيش فوق المناطق المتضررة لتحديد مناطق التدخل، ما مكن من فتح العديد من الطرق وإزالة المياه التي اقتحمت المنازل والمحال.
ولا يزال الخوف من تكرار مشكلات السيول يخيم على العديد من المدن التونسية بعد تأكيد الأرصاد الجوية على إمكانية عودة الأمطار الرعدية التي تتزامن مع أخر أيام الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة في الانتخابات التي تنطلق الأحد القادم لانتخاب الرئيس الجديد وسط حالة من الاستياء الشعبي من تردي المعيشة.
ويؤكد خبراء المناخ في تونس أن الفيضانات المتكررة لها أسباب بشرية، فضلا عن الأسباب الطبيعية، وأن عدم احترام البيئة تسبب في تدهور حالة مجاري المياه والأودية، فضلا عن غياب الرقابة على المشاريع السكنية الجديدة، وإنشاء أحياء في مجاري الأودية ومسارات السيول الطبيعية.