بعد أن حملته 13 ساعة قطعتها سيراً على الأقدام من مدينة الرمادي حتى ناحية عامرية الفلوجة، على الحدود الفاصلة بين محافظتي الأنبار وبغداد، رمت الأم العراقية ذات الـ 25 ربيعاً طفلها في نهر الفرات بعد وفاته بسبب الجوع.
وقال محمود رجا الفراجي، أحد النازحين العالقين على جسر بزيبز، لـ "العربي الجديد" إن الحادثة المأساوية أبكت الجميع، وأثارت الرعب في نفوس آلاف الأسر التي هربت من المواجهات بين القوات العراقية من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من جهة أخرى، مبيناً أن النازحة التي فقدت السيطرة على أعصابها وأصيبت بحالة من الهستيريا قامت بعدها برمي الطفل الذي توفى بسبب الجوع وعدم توفر حليب الأطفال.
وأوضح الفراجي أن أسرة الطفل المتوفى علقت على الجسر المذكور أكثر من ست ساعات في محاولة للعبور باتجاه العاصمة، لكن القوات الأمنية رفضت وطالبتهم بكفيل، مبيناً أن والد الطفل أبلغ عناصر الجيش أن الطفل في حالة خطرة وقد يتوفى إذا لم يعالج بشكل سريع، لكنه لم يلق آذاناً صاغية ولم يسمح لهم بالمرور.
وأكدت تقارير طبية صادرة في محافظة الأنبار وفاة عدد من الأشخاص بينهم شيوخ ونساء وأطفال، خلال رحلة نزوحهم من الرمادي إلى بغداد عبر جسر بزيبز، مبينة أنهم قطعوا أكثر من 30 كم سيراً على الأقدام، قبل أن تمنعهم السلطات العراقية من دخول العاصمة من دون وجود كفيل.
وانتقدت عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، بشرى العبيدي، نظام الكفيل الذي طبق على النازحين، واعتبرته خرقاً واضحاً للدستور العراقي الذي كفل للمواطنين حق التنقل في أرجاء البلاد، كما رفض رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض هذا النظام، مؤكداً خلال حديثه إلى "العربي الجديد" عدم وجود أية مادة دستورية تشترط وجود كفيل لتنقل العراقيين بين المحافظات.
وأشار إلى أن القوات الأمنية لم تطبق قرار البرلمان بإلغاء نظام الكفيل، موضحاً أنه التقى عدداً من الأسر النازحة في بغداد، وأكدوا له عدم السماح لهم بالدخول إلا بكفيل.
اقرأ أيضاً:
وفاة أطفال ومسنّين بسبب إغلاق بغداد أمام النازحين
إلغاء "نظري" لنظام كفيل النازحين في العراق: المأساة المزدوجة
البرلمان العراقي يؤيد تسليح عشائر الأنبار ويلغي "كفيل النازحين"