أخطاء طبية ناجمة عن الصيدليات العشوائية في الشمال السوري

02 أكتوبر 2018
صيدلية في سورية(بهاء الحلبي/الأناضول)
+ الخط -


اعتاد السوريون على التوجه للصيدليات وطلب الأدوية من الصيادلة مباشرة بدون وصفة من طبيب متخصص. ويكتفون بتوصيف الصيدلي للحالة، خصوصاً في حالات بسيطة مثل الأنفلونزا وارتفاع الحرارة المفاجئ. لكن أخطاء طبية كثيرة تنتج عن ذلك مع انتشار الصيدليات العشوائية، وعمل أشخاص غير متخصصين فيها.

وذكر مدير مشفى "الكرامة" الطبيب منار عيد أن المشفى الواقع بريف حلب الغربي بمنطقة تجمع المهندسين السكني، تصله نحو 70 حالة مرضية يومياً، 20 منها ناجمة عن استخدام خاطئ للأدوية المصروفة من قبل العاملين في الصيدليات من غير ذوي الخبرة والتخصص.

وأوضح الصيدلي سالم عمار (42 عاماً) لـ"العربي الجديد" أن أخطاء توصيف الأدوية يقع بها أشخاص غير متخصصين وليس لديهم خبرة بمضاعفات الدواء وآثاره الجانبية، ولا يقدمون النصيحة للمريض بالتوجه للطبيب في حالة الأمراض غير الاعتيادية.

وأضاف: "اعتدنا سابقاً على صرف أدوية كالحقن المسكنة للألم، والحقن المضادة للالتهاب، لكن ضمن شروط معينة، إذ نسأل المريض قبل ذلك إنْ تلقى سابقاً من تلك الحقن وإن كانت لديه حساسية من أدوية معينة، وبالطبع نمتنع عن صرفها للمريض في حال لم يستخدمها من قبل لأنها قد تتسبب له الحساسية ما يتطلب نقله إلى المشفى على إثرها".

وتابع عمار "نعطي الأطفال وحتى الكبار الأدوية المضادة للالتهاب المحلولة بالماء للحالات الواضحة كالزكام والسعال ونزلات البرد، وفي حال وجدنا أعراضاً غير معروفة ننصح مباشرة بزيارة طبيب متخصص، فتوصيف الدواء لمثل تلك الحالات يتخطى حدود عملنا كصيادلة".

وأشار عمار إلى أن "ما يدفع الناس للتوجه للصيدلية بدل الطبيب متعدد الأسباب، منها ضعف الحال المادية، وعدم وجود أطباء متخصصين في منطقتهم السكنية، وانعدام الخدمات الطبية المجانية في مناطق الشمال السوري".

وقال موسى صالح (33 عاماً) لـ"العربي الجديد"، "منذ مدة توجهت لصيدلية في مدينة الباب، وكنت أعاني من التهاب حاد في الحلق وسعال شديد، فأخبرت شاباً يعمل فيها بالأعراض، وأشار عليّ بأن الحقنة أسرع للشفاء من كبسولات الدواء المتوفرة، ودون أن أخبره أنني لم أجرب حقن الالتهاب مطلقاً، أعطاني حقنة واحدة، وبعد قرابة الخمس دقائق بدأت أشعر بحرارة في جسمي ودوران، وفوراً ذهبت مع صديق لي إلى طبيب في المدينة، فأخبرته عمّا حدث معي وبيّن لي أني مصاب بحساسية تجاه مضاد الالتهاب". ولفت إلى أنه أصيب بعدها بتعب شديد وإعياء، إن الضرر الجانبي للحقنة لم يكن حاداً لأن مفعول الحقنة كان خفيفاً، بحسب قول الطبيب.

وأشارت سناء، أم عمر (41 عاماً) لـ"العربي الجديد" أن التوجه للصيدلية فوراً للحصول على دواء لأطفالها يريحها من مشقة التوجه للطبيب، مؤكدة أنها تتجه لصيدلي معروف في المنطقة وليس لأي صيدلية في إدلب.

وقالت: "هناك أعراض واضحة يمكن للصيدلي التعامل معها بسهولة وتشخيصها بشكل ممتاز، ونحن اعتدنا هذا الأمر كما كان يفعل أهلنا. والذهاب للطبيب يكون في الحالات الحرجة، كما أن بعض الصيادلة معروفون بخبرتهم".

ورأت سناء أن "الأخطاء تحدث حتى مع أمهر الأطباء، والإنسان يستطيع أن يقدر إن كان يحتاج للطبيب أم الصيدلي إذا مرض هو أو أطفاله".
دلالات
المساهمون