أكد البابا فرنسيس في مؤتمر صحافي على متن الطائرة التي أعادته إلى روما مساء الأحد أنه شعر "بألم كبير" عندما تحدث السبت مع ثمانية من ضحايا الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها رجال دين كاثوليك، في أيرلندا.
وطلب البابا خلال قداس الأحد في دبلن الذي اختتم به زيارة استمرت يومين لأيرلندا، "الصفح" للائحة طويلة من القضايا، من كل ضحايا التجاوزات. لكنه واجه هو شخصيا في اليوم نفسه اتهاماً بالتستر على أحد رجال الدين المتهمين بتجاوزات من هذا النوع.
وفي بداية حديثه مستخدما لغته الأم الإسبانية خلال القداس، أطلق الحبر الأعظم سلسلة من طلبات "الصفح" موجهة إلى "الناجين من تجاوزات السلطة وتجاوزات الضمير والاعتداءات الجنسية". وأورد لائحة لكل "الجرائم" وخصوصا تلك التي وقعت "في مؤسسات يديرها كهنة أو راهبات وطلب الصفح من "الأطفال الذين أبعدوا عن أمهاتهم" لأنهن حملن خارج إطار الزواج.
وتحدث البابا السبت ساعة ونصف الساعة مع ضحايا تجاوزات ارتكبها في الماضي رجال دين وكهنة وأشخاص آخرون في مؤسسات كاثوليكية. وقال في الطائرة "شعرت بألم كبير. أعتقد أنه كان يجب الإصغاء لهؤلاء الأشخاص الثمانية". وأضاف "من هذا الاجتماع خرج الاقتراح بطلب الصفح خلال القداس لكن حول أمور ملموسة".
— Colm O'Gorman (@Colmogorman) August 24, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وعن الفتيات غير المتزوجات اللواتي أجبرن على السماح بالتخلي عن أبنائهن لتتبناهم عائلات أخرى، بتواطؤ من المؤسسات الدينية، قال البابا "لم أسمع عنهن إطلاقا"، مشيرا إلى أنه التقى شخصين تم تبنيهما قسرا. وتابع "كان هذا مؤلما بالنسبة لي لكن رافقه عزاء تمثل بإمكانية المساعدة في توضيح الأمور".
وفي وسط دبلن شارك نحو خمسة آلاف من ضحايا الاعتداءات الجنسية لرجال الكنيسة ومؤيديهم بتظاهرة رفعت شعار "لننهض من أجل الحقيقة".
— Darragh Doyle (@darraghdoyle) August 26, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وفي حديثه إلى الصحافيين في الطائرة، رفض البابا فرنسيس الردّ على اتهام خطير وجّهه إليه السفير البابوي السابق في واشنطن، كارلو ماريا فيغانو، بالتستر على تجاوزات ارتكبها الكاردينال الأميركي تيودور ماكاريك الذي اتُّهم علانية في تموز/يوليو بالاعتداء جنسياَ على إكليريكيين وكهنة شبان. وقال "لن أنبس ببنت شفة بشأن هذا الأمر. اعتقد أن البيان يتحدث عن نفسه". والبيان الذي تحدّث عنه البابا هو رسالة مفتوحة نشرها في نهاية هذا الأسبوع السفير البابوي السابق في واشنطن واتّهم فيها البابا بأنّه ألغى عقوبات فرضها سلفه البابا بنديكتوس على ماكاريك وبأنه تستّر على إفادات لأفراد من داخل الكنيسة يؤكدون فيها أن الكاردينال مثليّ جنسياً وأنه اعتدى جنسياً على رجال كنيسة وكهنة شبان.
— John Carmody🏳️🌈 (@Johncarmodyirl) August 26, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأضاف البابا "قرأت صباح اليوم البيان. اقرأوا البيان بعناية واحكموا عليه (...) لديكم القدرة الصحافية الكافية للتوصل إلى استنتاجات. هذا عمل ثقة. عندما يمر بعض الوقت وتكون لديكم الاستنتاجات عندها ربما أتكلم عنه".
بين الضحايا الذين التقاهم الحبر الأعظم في دبلن مستشارته السابقة حول قضايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال من قبل رجال الكنيسة ماري كولينز التي تعرضت في سن الثالثة عشرة لتجاوزات جنسية من قبل كاهن. وانسحبت من لجنة لمكافحة التحرش الجنسي بالأطفال مشيرة إلى العقبات التي يضعها بعض رجال الكنيسة. وانتقدت خصوصا تخلي الفاتيكان عن اقتراح للبابا بإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الكهنة الذين ارتكبوا اعتداءات جنسية أو تستروا عليها.
— Michelle Devane (@michelledevane) August 26, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
لكن البابا برر ذلك للصحافيين بالقول "رأينا أن هذه المحكمة غير قابلة للاستمرار وليست عملية بسبب الثقافات المختلفة للكهنة الذين يجب أن يحاكموا"، موضحا أن هيئة محلفين من رجال دين تشكل لكل حالة على حدة. وقال إن "محكمة ستحاكم كاهنا ولكن ليست المحكمة نفسها في كل مرة".
وأكد البابا أن المجتمع بأكمله يجب أن يشارك في مكافحة الاعتداءات الجنسية، مكررا بذلك رسالة وجهها قبل أسبوع إلى 1.3 مليار كاثوليكي في العالم. وقال "في مرات عديدة يقوم الأهل بالتستر على الكهنة الذين يرتكبون تجاوزات ويقنعون أنفسهم بأن هذا غير صحيح". وأضاف أنه يجب التحدث "إلى الأشخاص المناسبين" ويمكن أن يكونوا قضاة أو كهنة.
ولا يعارض البابا إجراء تحقيق في حالة وجود شبهات شرط ألا يعتبر الشخص مذنبا مسبقا، كما قال مشيراً إلى مجموعة كهنة اتهموا ظلماً باعتداءات جنسية على أطفال في إسبانيا وتم رد الاعتبار لهم في وقت لاحق.
(فرانس برس)