تتعدد الأشكال والأحجام التي يقوم الوكيل بصناعتها لأطفال غزة، بعد أن أطلق على نفسه لقب "صانع السعادة"، إذ يصنع حلوى "غزل البنات" على شكل قلب أحمر، أو ورود ملونة، ودباديب، أو شخصيات كارتونية حسب رغبة الطفل.
ويحاول الوكيل التميز عبر ماكينة غزل البنات التي قام بتصميمها لجذب أنظار الأطفال، من أجل توسيع مصدر رزقه الذي يعينه على توفير مستلزمات أسرته المكونة من أربعة أفراد. يتجمع الأطفال حول العربة التي زُينت بأشكال وألوان متنوعة لغزل البنات بغرض الحصول على الحلوى.
ويقول فايز الوكيل (33 سنة)، إنه متزوج ولديه طفل وطفلة، وإنه بدأ دراسة الصحافة والإعلام، إلا أنه توقف عن الدراسة لمساعدة والده في ورشة الحدادة وتصنيع وصيانة الماكينات.
وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الخبرة التي اكتسبتها في صيانة وتصنيع الماكينات دفعتني إلى تطوير ماكينة غزل البنات التي صنعتها عام 2008، وحولتها إلى ماكينة حديثة تمكنني من تشكيل الحلوى حسب الرغبة. استمر العمل على تطوير الماكينة 8 شهور، وخلالها تعلمت كيفية صناعة الأشكال، والتعامل مع العصا، وتحريكها أمام فوهة الماكينة التي تتميز عن غيرها بأنها تخرج نسيج الحلوى إلى الأعلى، وليس إلى الجوانب، ما يمكنني من تشكيلها وفق الحجم والشكل المطلوب".
وتتكون ماكينة غزل البنات من مجسم يضم محركا للرأس بعد تسخينه، ما يدفع الرأس إلى إخراج النسيج الحلو الذي ينتج من السكر، ويكتسب خصوصيته وفق ما تتم إضافته من الألوان والنكهات، ويعمل المحرك على بطارية خارجية تساعد على تحريك العربة.
ويختلف الشكل المطلوب وفق عدد الألوان التي يرغب بها الطفل أو الزبون، إذ يقوم "صانع السعادة" بصناعة الطبقة الأولى، وتتلوها طبقات ملونة تضفي مزيداً من الجمال، وتضم الماكينة أربعة ألوان أساسية هي الأصفر، والأحمر، والأزرق، والأبيض، ويمكنها دمج الألوان للخروج بألوان إضافية.
وأوضح الوكيل أنه بدأ تجربة الماكينة للمرة الأولى في ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة، وحازت الأشكال التي صنعها على إعجاب الأطفال والأهالي، ما شجعه على صناعة العديد من الأشكال والأحجام، "شعرت حينها بالسعادة، خاصة وأنني بتّ أرى نجاح فكرتي في عيون الأطفال".
ولمّح الوكيل إلى أنه واصل عمله رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، وأن عمله الصيفي يعتمد على المنتجعات، بينما يتوجه خلال باقي شهور العام إلى أبواب المدارس والمتنزهات العامة، والفعاليات والأنشطة المجتمعية.
وعن تقييمه للتجربة بعد أشهر من انطلاقتها، يقول إنها "ممتعة رغم التعب المصاحب لها، وأعمل حالياً على صناعة أكبر قطعة غزل بنات في العالم، بغرض دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية".