في كلّ عام، يتكرّر الجدال حول مرتادي الشواطئ الجزائرية في الصيف، بسبب "اللباس المحتشم". وتتعالى الأصوات لتخصيص شواطئ تتماشى مع الشريعة الإسلامية، و"الالتزام باللباس المحتشم والزي المحترم"، على حدّ تعبير أصحابها.
"شواطئ الملتزمين"، هكذا يُطلق الجزائريّون عليها. ويقول محمد (32 عاماً)، الذي يمنع شقيقاته من ارتياد أي شاطئ: "أرفض أن يتأثرن بثقافة غير ثقافتنا. يجب أن يسترن أنفسهن في البحر". يشار إلى أن الشبان يرتادون الشواطئ في وقت يمنعون زوجاتهم أو شقيقاتهم من ارتيادها لأنّها "غير محترمة"، على حدّ تعبير بعضهم. وباتت بعض العائلات ترتاد الشواطئ ليلاً تحاشياً لما يطلق عليه السعيد (37 عاماً)، "مظاهر العري الخادش للحياء". ويؤكّد لـ"العربي الجديد"، أن كثيرين في الجزائر يرفضون الذهاب إلى الشواطئ بسبب العري، ما يدفع البعض إلى المطالبة بشواطئ للعائلات.
وتعدّ "الشواطئ المحترمة، أو تلك التي لا تخلّ بالآداب العامة"، حديث الساعة في الجزائر في الوقت الحالي. وتشكو العائلات من أمور عدّة تُنغّص عليهم قضاء عطلة مريحة. ويرى عدد من المواطنين في الجزائر أن البعض يهرب نحو شواطئ أخرى بهدف تجنّب الإحراج.
عطلة الصيف
وبهدف جعل العطلة الصيفيّة أجمل، يطالبون بشواطئ لا تنتهك الآداب العامة والتقاليد في البلاد، إذ بات يصعب على العائلات الاستمتاع بالعطلة الصيفيّة بشكل جماعي. وعادة ما يلجأ الشباب إلى السفر وحدهم، فيما يمتنع باقي أفراد العائلة عن الاستجمام، إذ إن "البعض لا يحترم تقاليد سكان المناطق الساحلية". وتقول الطالبة الجامعية صفاء بن حسين، لـ"العربي الجديد": "وجب احترام جميع الأشخاص نظراً إلى الاختلافات الموجودة في الجزائر. كما أن وجود أجانب في تلك الشواطئ لا يمنع احترامهم قوانين وعادات المجتمع الجزائري". وتذهب إلى حد المطالبة بتخصيص شواطئ للسياح الأجانب تجنباً لوقوع مشاكل، وأخرى محافظة للمواطنين، ما يتيح للجميع قضاء وقت ممتع.
اقــرأ أيضاً
احترام خصوصية الجزائريين، هي كلمة السر لدى هؤلاء، خصوصاً في بعض المدن الساحلية. ففي مدينة جيجل، 490 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائرية، قرر سكان بعض الأحياء القريبة من سواحل كل من "منار" و"الصخرة السوداء" و"الطاهير"، وضع لافتات في الأحياء تدعو إلى احترام الآداب العامة وعدم خدش الحياء. يقول أحد سكان حي جيجل لـ"العربي الجديد"، إنّ كثيرين صاروا لا يتحركون في الأحياء بسبب الصورة العامة التي سادت في بعض الأماكن، والتي لم تعتد عليها المنطقة، مثل ملابس السباحة غير المحتشمة والعري.
ويطالب المتحدّث بأن تضع السلطات قوانين لتنظيم هذه الشواطئ تفادياً لخدش الحياء في هذه المنطقة المحافظة جداً، والالتزام بلباس محتشم، ووضع قيود على الموسيقى الصاخبة.
حرية
ويبقى الحديث عن شواطئ لا تخدش حياء الجزائريين مطلباً بالنسبة لكثيرين، علماً أن الحرية الشخصية لا تعني التعدي على حرية الآخر، الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً أمام تساؤلات عدة، لطالما طرحها المسؤولون. هل السياحة تعني التخلص من القيود التي يفرضها الدين والتقاليد والعادات والأعراف؟ هل استضافة السياح تعني التجاوب مع ما يحمله السائح من عاداته وتركه يمارس أهواءه من دون مراعاة الآخرين، أو تقسيم المناطق السياحية لتجنب صدام مجتمعي؟ كلها أسئلة تنتظر إجابات ما دام مخطط تنمية السياحة في الجزائر غير واضح، رغم أن الحكومة ترى في هذا القطاع عصباً يمكنه أن يغطي عجز الخزينة.
في المقابل، يرى البعض في اللافتات التي تدعو للالتزام بحسن السلوك والحفاظ على تقاليد المنطقة، "ضرباً من الخيال". يقول علي (36 عاماً)، إن إنشاء مدن سياحية بامتياز سيعيق استقطاب السياح الأجانب، الذين لديهم خصوصيّة.
ويسعى البعض إلى "وضع إجراءات تمنع المصطافين من ارتداء المايوه، على غرار ما حدث في منطقة سكيكدة السياحية، التي بات سكّانها قادرين على على الاستجمام في شواطئ مخصصة للعائلات، تفادياً للإحراج". وتوضح سكينة لـ"العربي الجديد"، أن المشكلة ليست محددة بعد بشكل دقيق، وقد تدخلت السلطات الجزائرية "للحفاظ على تقاليدنا وعاداتنا وحرمتنا".
اقــرأ أيضاً
"شواطئ الملتزمين"، هكذا يُطلق الجزائريّون عليها. ويقول محمد (32 عاماً)، الذي يمنع شقيقاته من ارتياد أي شاطئ: "أرفض أن يتأثرن بثقافة غير ثقافتنا. يجب أن يسترن أنفسهن في البحر". يشار إلى أن الشبان يرتادون الشواطئ في وقت يمنعون زوجاتهم أو شقيقاتهم من ارتيادها لأنّها "غير محترمة"، على حدّ تعبير بعضهم. وباتت بعض العائلات ترتاد الشواطئ ليلاً تحاشياً لما يطلق عليه السعيد (37 عاماً)، "مظاهر العري الخادش للحياء". ويؤكّد لـ"العربي الجديد"، أن كثيرين في الجزائر يرفضون الذهاب إلى الشواطئ بسبب العري، ما يدفع البعض إلى المطالبة بشواطئ للعائلات.
وتعدّ "الشواطئ المحترمة، أو تلك التي لا تخلّ بالآداب العامة"، حديث الساعة في الجزائر في الوقت الحالي. وتشكو العائلات من أمور عدّة تُنغّص عليهم قضاء عطلة مريحة. ويرى عدد من المواطنين في الجزائر أن البعض يهرب نحو شواطئ أخرى بهدف تجنّب الإحراج.
عطلة الصيف
وبهدف جعل العطلة الصيفيّة أجمل، يطالبون بشواطئ لا تنتهك الآداب العامة والتقاليد في البلاد، إذ بات يصعب على العائلات الاستمتاع بالعطلة الصيفيّة بشكل جماعي. وعادة ما يلجأ الشباب إلى السفر وحدهم، فيما يمتنع باقي أفراد العائلة عن الاستجمام، إذ إن "البعض لا يحترم تقاليد سكان المناطق الساحلية". وتقول الطالبة الجامعية صفاء بن حسين، لـ"العربي الجديد": "وجب احترام جميع الأشخاص نظراً إلى الاختلافات الموجودة في الجزائر. كما أن وجود أجانب في تلك الشواطئ لا يمنع احترامهم قوانين وعادات المجتمع الجزائري". وتذهب إلى حد المطالبة بتخصيص شواطئ للسياح الأجانب تجنباً لوقوع مشاكل، وأخرى محافظة للمواطنين، ما يتيح للجميع قضاء وقت ممتع.
احترام خصوصية الجزائريين، هي كلمة السر لدى هؤلاء، خصوصاً في بعض المدن الساحلية. ففي مدينة جيجل، 490 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائرية، قرر سكان بعض الأحياء القريبة من سواحل كل من "منار" و"الصخرة السوداء" و"الطاهير"، وضع لافتات في الأحياء تدعو إلى احترام الآداب العامة وعدم خدش الحياء. يقول أحد سكان حي جيجل لـ"العربي الجديد"، إنّ كثيرين صاروا لا يتحركون في الأحياء بسبب الصورة العامة التي سادت في بعض الأماكن، والتي لم تعتد عليها المنطقة، مثل ملابس السباحة غير المحتشمة والعري.
ويطالب المتحدّث بأن تضع السلطات قوانين لتنظيم هذه الشواطئ تفادياً لخدش الحياء في هذه المنطقة المحافظة جداً، والالتزام بلباس محتشم، ووضع قيود على الموسيقى الصاخبة.
حرية
ويبقى الحديث عن شواطئ لا تخدش حياء الجزائريين مطلباً بالنسبة لكثيرين، علماً أن الحرية الشخصية لا تعني التعدي على حرية الآخر، الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً أمام تساؤلات عدة، لطالما طرحها المسؤولون. هل السياحة تعني التخلص من القيود التي يفرضها الدين والتقاليد والعادات والأعراف؟ هل استضافة السياح تعني التجاوب مع ما يحمله السائح من عاداته وتركه يمارس أهواءه من دون مراعاة الآخرين، أو تقسيم المناطق السياحية لتجنب صدام مجتمعي؟ كلها أسئلة تنتظر إجابات ما دام مخطط تنمية السياحة في الجزائر غير واضح، رغم أن الحكومة ترى في هذا القطاع عصباً يمكنه أن يغطي عجز الخزينة.
في المقابل، يرى البعض في اللافتات التي تدعو للالتزام بحسن السلوك والحفاظ على تقاليد المنطقة، "ضرباً من الخيال". يقول علي (36 عاماً)، إن إنشاء مدن سياحية بامتياز سيعيق استقطاب السياح الأجانب، الذين لديهم خصوصيّة.
ويسعى البعض إلى "وضع إجراءات تمنع المصطافين من ارتداء المايوه، على غرار ما حدث في منطقة سكيكدة السياحية، التي بات سكّانها قادرين على على الاستجمام في شواطئ مخصصة للعائلات، تفادياً للإحراج". وتوضح سكينة لـ"العربي الجديد"، أن المشكلة ليست محددة بعد بشكل دقيق، وقد تدخلت السلطات الجزائرية "للحفاظ على تقاليدنا وعاداتنا وحرمتنا".