تمتد الشواطئ الرملية الملساء وأشجار النخيل في جزر كوساموي وكوبانغان وكوتاو القريبة من بعضها بعضاً في تايلاند، على امتداد النظر. يقال إنّ من الأفضل زيارتها منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني، حتى منتصف يناير/ كانون الثاني، ومن منتصف فبراير/ شباط حتى بداية يونيو/ حزيران. مع ذلك، فإنّ هذه الجزر جميلة في جميع أشهر السنة، ويمكنك الاستفادة من أسعارها المنخفضة إن زرتها في غير مواسم الذروة. وعلى الرغم من الأمطار التي قد تنهمر بغزارة في بعض الأحيان يبقى الجو دافئاً وتعود الشمس لتشرق ساطعة في غضون ساعات في الغالب.
تبدأ لمسات الجمال بالتسرّب إليك من نوافذ الطائرة الصغيرة التي تحملك في رحلة داخلية من مطار العاصمة بانكوك إلى مطار كوساموي، أو يلفتك التمثال الذهبي لمعبد بوذا الكبير الذي يتربّع على قمّة يحيطها البحر من جهة وطبيعة خلابة من جهة أخرى حين تصل إليها بسفينة أو عبّارة. تحتل جزيرة كوسوماي المركز الثاني من حيث مساحتها بعد جزيرة بوكيت (فوكيت في بعض اللغات).
وقد نتساءل عن سبب التصاق حرفي "كو" ببداية أسماء الجزر، لكنّها في الواقع كلمة تايلاندية تعني "جزيرة"، أمّا ساموي فتعني أشجار جوز الهند التي تنتشر بكثرة فيها، حتى أننا نجد لافتات تحذّر الناس من سقوط ثمار جوز الهند المفاجئ على رؤوسهم، وهو الأمر الذي تسبب بوفيات عدة سابقاً، أو على الأقل ألحق أذى بكثيرين.
بما أنّ جزيرة كوساموي هي الأكبر، فهي الأكثر ضجيجاً وازدحاماً وتقدّماً، ويقصدها العدد الأكبر من السائحين، يأتون من حول العالم. قد يفضّلها أولئك الذين يبحثون عن السهر والحفلات والغناء والرقص، وهو ما لا يعني أنّها تخلو من الشلالات وغابات جوز الهند الواسعة والشواطئ الرائعة والمعابد التي تكثر فيها التماثيل. كذلك، توجد فيها مزرعة الأفاعي الغريبة التي تضم أنواعاً عديدة من العقارب والأفاعي، ومزرعة التماسيح التي تقدم عروضاً شيقة، وغيرها كثير مما يستحق السفر إليه واكتشافه عن كثب.
بدورها، تشتهر كوبانغان بحفل اكتمال القمر على شاطئ هاد رين، حيث السهر والغناء والرقص حتى الصباح، لكنّها بعيداً عن هذه المناسبة تبقى أكثر هدوءاً من جزيرة كوساموي، وهناك نشاطات عدة يمكن القيام بها مثل التنزّه في غاباتها من أعلى الجبل باتجاه شاطئ "بوتلز" الذي قد يستغرق ساعتين تقريباً، لكنّه أشبه بمغامرة في عمق الأدغال بعيداً عن البشر.
رصدت "العربي الجديد" في زيارتها إلى الجزر مشهداً ممتعاً لغروب الشمس على أحد أجمل شواطئ كوساموي المعروف باسم "الشاطئ السري". هناك بساطة في الحياة، إذ لا تنتشر التكنولوجيا، وما زال سكّانها يستمتعون كلّ أسبوع بـ"سوق السبت" المسائي، وفيه يطهون طعامهم في الشارع ويبيعون كلّ ما قد يخطر في البال، من تحف وملابس وأطعمة وحلويات وعصائر تايلاندية وغيرها، بأسعار زهيدة. وقلّما نجد على هذه الجزيرة محلات أجنبية باستثناء سوبرماركت "تيسكو"، أما الباقي فمحلات شعبية تبيع في الغالب البضائع نفسها. أما المشهد المميز فهو للأهالي وهم يأخذون أطفالهم إلى المدارس على متن الدراجات النارية التي تنتشر بكثرة بين السائحين والسكان على الجزر الثلاث.
يعتقد بعض المؤرخين وعلماء الآثار أنّ المجموعة الأولى التي هاجرت إلى كوبانغان هي من المسلمين الغجر الذين سافروا على متن قارب من شبه جزيرة الملايو. لكنّ عدداً قليلاً من المسلمين يعيشون اليوم في الجزيرة.
اقــرأ أيضاً
ويبقى لجزيرة كوتاو، أي "جزيرة السلاحف"، سحرها الخاص، هي التي اشتهرت كثيرا بعد فيلم "ذا بيتش" عام 2000 للممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو، وبات الناس يقصدونها من جميع أنحاء العالم، ومهما قيل عنها قد لا يكفي لوصف سحرها. تعتبر الوجهة الأكثر شعبية للغوص في تايلاند لما تحويه من شعاب مرجانية نابضة بالحياة ومجموعة واسعة من الكائنات البحرية المثيرة والملونة بما فيها السلاحف البحرية. وقد اكتشفت كوتاو في أواخر الثمانينيات، لكن بنيت فيها الفنادق والمنتجعات الفاخرة بسرعة فضلاً عن أماكن إقامة اقتصادية، من بيوت وأكواخ تمتد على شواطئها الرملية.
وعلى الرغم من ذلك حافظت الجزيرة على طابعها التايلاندي التقليدي وصمدت في وجه غزو الحضارة، وما زلنا نرى العديد من الأماكن المخصصة للتدليك التايلاندي وغيره من أنواع التدليك بأسعار زهيدة مقارنة ببلاد أخرى، وذلك على شاطئ البحر خصوصاً. وتضم كوتاو عدداً من الشواطئ الرملية الأفضل في البلاد، عدا عن مياهها النظيفة دائماً.
تبدأ لمسات الجمال بالتسرّب إليك من نوافذ الطائرة الصغيرة التي تحملك في رحلة داخلية من مطار العاصمة بانكوك إلى مطار كوساموي، أو يلفتك التمثال الذهبي لمعبد بوذا الكبير الذي يتربّع على قمّة يحيطها البحر من جهة وطبيعة خلابة من جهة أخرى حين تصل إليها بسفينة أو عبّارة. تحتل جزيرة كوسوماي المركز الثاني من حيث مساحتها بعد جزيرة بوكيت (فوكيت في بعض اللغات).
وقد نتساءل عن سبب التصاق حرفي "كو" ببداية أسماء الجزر، لكنّها في الواقع كلمة تايلاندية تعني "جزيرة"، أمّا ساموي فتعني أشجار جوز الهند التي تنتشر بكثرة فيها، حتى أننا نجد لافتات تحذّر الناس من سقوط ثمار جوز الهند المفاجئ على رؤوسهم، وهو الأمر الذي تسبب بوفيات عدة سابقاً، أو على الأقل ألحق أذى بكثيرين.
بما أنّ جزيرة كوساموي هي الأكبر، فهي الأكثر ضجيجاً وازدحاماً وتقدّماً، ويقصدها العدد الأكبر من السائحين، يأتون من حول العالم. قد يفضّلها أولئك الذين يبحثون عن السهر والحفلات والغناء والرقص، وهو ما لا يعني أنّها تخلو من الشلالات وغابات جوز الهند الواسعة والشواطئ الرائعة والمعابد التي تكثر فيها التماثيل. كذلك، توجد فيها مزرعة الأفاعي الغريبة التي تضم أنواعاً عديدة من العقارب والأفاعي، ومزرعة التماسيح التي تقدم عروضاً شيقة، وغيرها كثير مما يستحق السفر إليه واكتشافه عن كثب.
بدورها، تشتهر كوبانغان بحفل اكتمال القمر على شاطئ هاد رين، حيث السهر والغناء والرقص حتى الصباح، لكنّها بعيداً عن هذه المناسبة تبقى أكثر هدوءاً من جزيرة كوساموي، وهناك نشاطات عدة يمكن القيام بها مثل التنزّه في غاباتها من أعلى الجبل باتجاه شاطئ "بوتلز" الذي قد يستغرق ساعتين تقريباً، لكنّه أشبه بمغامرة في عمق الأدغال بعيداً عن البشر.
رصدت "العربي الجديد" في زيارتها إلى الجزر مشهداً ممتعاً لغروب الشمس على أحد أجمل شواطئ كوساموي المعروف باسم "الشاطئ السري". هناك بساطة في الحياة، إذ لا تنتشر التكنولوجيا، وما زال سكّانها يستمتعون كلّ أسبوع بـ"سوق السبت" المسائي، وفيه يطهون طعامهم في الشارع ويبيعون كلّ ما قد يخطر في البال، من تحف وملابس وأطعمة وحلويات وعصائر تايلاندية وغيرها، بأسعار زهيدة. وقلّما نجد على هذه الجزيرة محلات أجنبية باستثناء سوبرماركت "تيسكو"، أما الباقي فمحلات شعبية تبيع في الغالب البضائع نفسها. أما المشهد المميز فهو للأهالي وهم يأخذون أطفالهم إلى المدارس على متن الدراجات النارية التي تنتشر بكثرة بين السائحين والسكان على الجزر الثلاث.
يعتقد بعض المؤرخين وعلماء الآثار أنّ المجموعة الأولى التي هاجرت إلى كوبانغان هي من المسلمين الغجر الذين سافروا على متن قارب من شبه جزيرة الملايو. لكنّ عدداً قليلاً من المسلمين يعيشون اليوم في الجزيرة.
ويبقى لجزيرة كوتاو، أي "جزيرة السلاحف"، سحرها الخاص، هي التي اشتهرت كثيرا بعد فيلم "ذا بيتش" عام 2000 للممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو، وبات الناس يقصدونها من جميع أنحاء العالم، ومهما قيل عنها قد لا يكفي لوصف سحرها. تعتبر الوجهة الأكثر شعبية للغوص في تايلاند لما تحويه من شعاب مرجانية نابضة بالحياة ومجموعة واسعة من الكائنات البحرية المثيرة والملونة بما فيها السلاحف البحرية. وقد اكتشفت كوتاو في أواخر الثمانينيات، لكن بنيت فيها الفنادق والمنتجعات الفاخرة بسرعة فضلاً عن أماكن إقامة اقتصادية، من بيوت وأكواخ تمتد على شواطئها الرملية.
وعلى الرغم من ذلك حافظت الجزيرة على طابعها التايلاندي التقليدي وصمدت في وجه غزو الحضارة، وما زلنا نرى العديد من الأماكن المخصصة للتدليك التايلاندي وغيره من أنواع التدليك بأسعار زهيدة مقارنة ببلاد أخرى، وذلك على شاطئ البحر خصوصاً. وتضم كوتاو عدداً من الشواطئ الرملية الأفضل في البلاد، عدا عن مياهها النظيفة دائماً.