لن يمنع التدقيق ونشر الشرطة على الحدود وصول ما بين 70 إلى 140 ألف طالب لجوء إلى السويد خلال العام الحالي، بحسب مصلحة الهجرة السويدية.
سبق أن توقعت منظمات دولية أن يتواصل التدفق عبر شرق المتوسط وبحر إيجه، وخصوصاً من سورية، ليصل عدد اللاجئين والمهاجرين إلى نحو المليون شخص.
وتشير أرقام تركية حديثة إلى أن نحو 70 ألفاً في طريقهم لهجرة الشمال السوري بسبب القصف الروسي، ويعزز من مصداقية تلك الأرقام، أن موسم الشتاء وارتفاع أمواج البحر وغرق أكثر من 300 لاجئ، لم تمنع التدفق نحو الجزر اليونانية ودول البلقان.
وفي العام الماضي، لم تكن التوقعات بعيدة عن تلك الأرقام، إلى أن تجاوزت 163 ألف طالب لجوء، ما سبب جدلاً كبيراً وتشديداً في القوانين الداخلية السويدية.
وبحسب مختصين سويديين، فإن "الرقم الذي يصدر عادة عن مختصين في مصلحة الهجرة لا يعني كما يفهمه البعض أن السويد مستعدة لاستقبال تلك الأعداد، بل هي دراسات وتوقعات توضع أمام السياسيين ليتخذوا الخطوات المناسبة"، وهم بذلك يشيرون إلى ما سرى العام الماضي، بعد سبتمبر/أيلول من تدفق غير مسبوق نحو مدن السويد عبر ألمانيا والدنمارك.
"سيناريو مصلحة الهجرة"، وفق ما أطلقت عليه الصحافة السويدية، يضع خطة أولى وثانية وثالثة، وفي الثالثة يكون المتوسط 140 ألفاً وفي الثانية 100 ألف، بينما في الأولى 70 ألفاً.
ولا يتعلق الأمر فقط بأرقام القادمين، بل بالتكلفة الاقتصادية التي تتحملها البلاد، وخصوصاً زيادة ميزانية مصلحة الهجرة العام الماضي بـ420 مليون كرونة، وتصر المصلحة على وجود زيادة ملحوظة في قدوم الشبان تحت الثامنة عشر، والذين يوصفون بالقصر، والقادمين بلا معيل أو أهل والذين ستخصص لهم ميزانية إضافية.
مدير مصلحة الهجرة في ستوكهولم، أندرس دانيلسون، لا يخفي الحاجة إلى "تعاون أوروبي جاد خلال العام الحالي"، وفق بيان صحافي وصل "العربي الجديد"، مساء الجمعة، ويرى المسؤول السويدي أن "دول عدة ستتأثر بموجة اللجوء الجديدة".
ودقت مصلحة الهجرة السويدية ناقوس الخطر، ليس لأنها غير قادرة على التعامل مع طلبات اللجوء، بل لغياب القدرة على تأمين سكن لطالبي اللجوء.
وقد ساءت بالفعل أوضاع معسكرات اللجوء بسبب الاكتظاظ الذي تعانيه وسوء الخدمة وتطور "مشاكل قومية بين طالبي اللجوء من دول مختلفة"، وفق مصدر خاص في نزل مدينة مالمو.
وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن تشنجات "قومية ودينية بدأت تظهر بين مجموعات اللاجئين من دول تختلف سياساتها، ما ينعكس على العلاقة بين هؤلاء".
وتحاول السلطات المختصة نقل 23 ألف طالب لجوء إلى معسكرات لائقة، لكنها تعاني من تردد كثيرين في تأجير الأبنية الفارغة.
تبقى الإشارة إلى أن وزير الهجرة السويدي، مورغان يوهانسون، من الحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكم، يتوقع "وصول 27 ألف طفل بين اللاجئين في العام 2016".
اقرأ أيضاً:أي دول أوروبية تؤيد مصادرة مقتنيات اللاجئين؟