يرفع الفتى الصوماليّ شارة النصر بيدَيه الاثنتَين. هو حقّق انتصاراً مبيناً، إذ يسبح مع رفيقَيه في مياه بحر ليدو في العاصمة مقديشو. أمّا عيناه، فتلمعان بينما تؤكّد نظرتهما: نجحنا!
الفتيان الثلاثة يسبحون في المياه المنعشة وسط الحرّ الشديد المسيطر، في حين ينتظر مئات من مواطنيهم دورهم للحصول على قليل من مياه الشفة، بعدما هربوا من الجفاف الذي يضرب مناطقهم في جنوب البلاد.
قد يكون هؤلاء الفتيان فرّوا بدورهم من الجفاف، لذا فإنّ بلوغهم البحر أمر يستحقّ رفع شارة النصر. لكنّهم قد يكونون من سكّان مقديشو وأرادوا اللهو والشعور ببعض الانتعاش في بحرها، لا غير.
على بعد كيلومترات، خارج حدود العاصمة، كان زملاء لمراسل وكالة "الأناضول" من وكالات أنباء أخرى يلتقطون في الوقت نفسه، صوراً تظهر صوماليّين وصوماليّات من كلّ الأعمار يتجمّعون في مراكز إغاثة تَعدهم بالمأكل والمشرب. هم هجروا بيوتهم وأراضيهم التي استهدفها الجفاف.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصومال من البلدان الأربعة المهدّدة بالمجاعة بحسب منظمة الأمم المتحدة التي حذّرت خلال الشهر الماضي من أنّ العالم مهدّد بأسوأ أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية. وقد أوضحت المنظمة أنّ تلك المجاعة تستهدف عشرين مليون شخص في كلّ من اليمن والصومال وجنوب السودان ونيجيريا.