تقف السيدة روز حامد مديرة مركز العاصور النسوي للتراث الفلسطيني، على قارعة الطريق، وبجانبها لافتة كبيرة عُلقت على جدار مركز بلدنا الثقافي وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، آملة أن تجمع آلاف التواقيع على اللافتة كعريضة احتجاجية ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري، والتي أطلقها المركز في يوم الأرض من شهر مارس/آذار الماضي، من أجل تسليمها لممثل الأمم المتحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، للضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان والجدار الفاصل.
وحجم اللافتة ثلاثة أمتار بشكل عرضي وبطول 12 مترًا، من المفترض أن يوقع عليها 22 ألف متضامن، مناصفة ما بين الضفة الغربية وبالتعاون مع بعض النشطاء في قطاع غزة، حيث سيتم تسليم تلك اللافتة إلى ممثلي الأمم المتحدة في رام الله بعد الانتهاء من جمع التواقيع وفي غزة.
وتأمل حامد، وفق ما تقول لـ"العربي الجديد" أن تجد هذه الفعالية انتشارًا أكبر في العديد من الدول العربية والأوروبية وأميركا، إذ تواصل معها عدد من النشطاء في العديد من الدول من أجل تطبيق فكرة العريضة في بلدانهم.
المبادرة الفردية من مركز العاصور النسوي للتراث الفلسطيني، وجدت تفاعلاً من بعض المارة من الموظفين والطلبة، الذين حضر كثيرُ منهم للمشاركة في إحياء الذكرى السابعة والستين للنكبة الفلسطينية، وهو ما سعى إليه المركز من استثمار لهذه الفعالية لجمع أكبر عددٍ من التواقيع.
بعض المارة أكدوا دعمهم لتلك الفعالية التي تعبر عن الغضب الفلسطيني وفق ما قالوا، حيث تقول الطالبتان في الصف الحادي عشر، لوريد شوامرة، ورزان قفيشة، لـ"العربي الجديد" إن "مشاركتنا في التوقيع على العريضة تنبع من انتمائنا كفلسطينيتين تعارضان الاستيطان، وتريدان عودة اللاجئين إلى أراضيهم".
بينما اعتبر المواطن الفلسطيني عماد خالد بأن توقيعه على العريضة نابع من حبه للأراضي الفلسطينية المغتصبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حتى لو لم تكن أرضه بشكل شخصي، لكنها تكفي أن تكون للفلسطينيين.
الفعالية الاحتجاجية السلمية، تأمل شق طريقها بجمع التواقيع في مختلف محافظات الضفة، خصوصاً الجامعات الفلسطينية والأماكن العامة، في ما يأمل القائمون عليها أيضًا مساندة المسؤولين الفلسطينيين في فعاليتهم، وأن يجدوا احتضانًا ودعمًا أكبر.
ولا تشعر روز باليأس من الانتقادات التي قد تجدها بمدى فعالية العريضة، وتوضح أن مثل هكذا فعاليات ستكون ضاغطة على المدى البعيد ضد الاستيطان الإسرائيلي وجدار الفصل العنصري، لا سيما في الدول الأجنبية، لما حصلت عليه القضيتان من اهتمام ضد الخطوات الإسرائيلية.
معرض العاصور بإدارته النسائية، يحاول بين الحين والآخر ترسيخ المفاهيم التراثية لدى الفلسطينيين، بطرق مغايرة عما هو معهود، إذ أقام المعرض خلال السنوات القليلة الماضية معرضًا لمخلفات جيش الاحتلال يبرز ما يعانيه الفلسطينيون من انتهاكات بأدوات إسرائيلية قاتلة، أو مهرجانات للحفاظ على التراث كفعالية أكبر سدر مفتول فلسطيني.
اقرأ أيضاً:عائلة شماسنة المقدسية في مواجهة التهويد