يعايش أكثر من 100 ألف مدني محاصرين في وادي بردى في ريف دمشق كل أنواع الموت، فمن لا يموت منهم جراء القذائف والصواريخ التي لم تنقطع عن المنطقة طوال فترة الحملة العسكرية الأخيرة التي تشنها ميليشيا "حزب الله" اللبناني والقوات النظامية، يُقتل جراء نقص الأدوية والمواد الغذائية والبرد القارس.
وقال الناشط الإعلامي معاذ القلمون لـ"العربي الجديد": "فقد نحو 10 أشخاص حياتهم بينهم أطفال وكبار في السن جراء النقص الحاد في الأدوية والرعاية الطبية والمواد الغذائية، الأمر الذي يضعف أجسام المحاصرين ويفقدهم المناعة".
ولفت إلى أن "المئات من المدنيين المحاصرين في بلدات وادي بردى يعانون من أمراض مزمنة منها القلب والسكري والضغط وغيرها التي تحتاج إلى أدوية دائمة. وتلك الأدوية غير متوفرة حاليا الأمر الذي يتسبب بتدهور حالتهم الصحية ويجعل حياة كثيرين منهم في خطر. كما يستمر الحصار الخانق، مع وجود عشرات الإصابات جراء القصف العنيف للمناطق السكنية، بينها حالات خطرة".
وأكد عضو الهيئة الإعلامية في بردى، طارق أبو جيب، لـ"العربي الجديد": "فقدان عدد من المدنيين حياتهم لعدم توفر الأدوية والرعاية الطبية"، مشيراً إلى "توثيق الحالات ما يصل إلى 10 حالات، والعدد قابل للزيادة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية".
وأضاف "نعاني حيال أوضاع الخدج، الذين يحتاجون إلى حاضنات أطفال وهي غير متوفرة في الوادي، الأمر الذي يهدد حياة من ولد منهم أخيرا، ناهيك عن الرعاية الطبية المطلوبة للأمهات".
ولفت إلى أن "العديد من الجرحى بترت أطرافهم بينهم حالات خطرة، في حين لا يتوفر الدواء أو الرعاية الطبية اللازمة، بسبب نقص الكادر الطبي وقصف المشفى الطبي الميداني والنقاط الطبية في الأيام الأولى من الحملة العسكرية"، مضيفا أن "في الوادي يوجد طبيب واحد اختصاص عظمية وبقية الكادر الطبي الذي لا يتجاوز العشرة هم ناشطون واكتسبوا خبرتهم الطبية من الممارسة، ويعتمدون على أدوات بسيطة جدا".
وقال أبو جيب "إضافة إلى أزمة المرضى والجرحى، لدينا عشرات آلاف المدنيين الذين يعانون من نقص المواد الغذائية، وعدم توفر حليب الأطفال، إضافة إلى شح مواد التدفئة مع اشتداد برد الشتاء".
يشار إلى أن العديد من المناشدات والنداءات أطلقت الفترة الماضية تطالب بتحييد المدنيين عن العمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية.