وأوضح مدير فريق منسقو الاستجابة، محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، أن "حركة الطرق في إدلب عادت كما كانت في السابق بعدما خفت حدة المعارك، والأمور هادئة نسبيا، ولكن لا نستطيع اعتبار أن الوضع طبيعي كليا في الوقت الحالي، ولا نعرف إلى أين تتجه الأمور في الفترة المقبلة، فالسيطرة على الأرض اختلفت بشكل كبير عن السابق. مناطق ريف حلب الغربي بالكامل كان يتمركز فيها فصيل أو فصيلين عسكريين، واليوم انتقلت لسيطرة فصيل جديد وتبعية جديدة".
وأوضح حلاج: "الطرق تمت إعادة فتحها، والمعتاد أنه عند حدوث أي مشكلة أو اشتباكات بين أي فصيلين، نلاحظ قطع الطرق وإقامة الحواجز، وبعد أن تهدأ الأمور سواء بسيطرة جديدة أو اتفاق بين الفصيلين يعاد فتحها مجددا، لكن حتى الآن نخاف أن تتعرض الطرق لمشاكل. على المدنيين عدم الخروج من منازلهم إلا في حالة الاضطرار، لكن هناك حالات الإسعاف والدفاع المدني، وهذا ما يثير مخاوفنا، وخاصة أن المشاكل بين الفصائل تدوم لأيام".
وعن المخاطر التي يتعرض لها الأهالي على الطرق، وخاصة في خلال المعارك، قال حلاج: "جرت عمليات اختطاف على الطرق لصرافين وتجار، فضلا عن نشطاء الإغاثة الإنسانية، وكان آخرها اختطاف موظف قبل 27 يوما، ووجدت جثته أمس الأول، وكان أهله مُطَالبون بفدية للإفراج عنه، والخاطفون لا يمكن توقع تصرفاتهم، لأنه في حال مقاومتهم يمكن أن يلجأوا إلى القتل بشكل مباشر. وهناك أمر آخر خطير هو مخلفات الحرب والألغام التي تنتشر على الطرق".
ولا تستفيد أي منطقة تسيطر عليها تنظيمات مصنفة إرهابية أو متشددة من أية مساعدات إنسانية، إذ يتم وقف الدعم تماما، أو يكون العمل عبر جهات محلية، وبدعم محدود بحيث لا يؤدي إلى الإفادة التامة لهذه المناطق من المساعدات أو الخدمات التي تقدمها المنظمات.
وكانت بلدة الأتارب بريف حلب الغربي من أكثر المناطق التي تنشط فيها المنظمات، لكن المخاوف كبيرة حاليا من أن يتوقف الدعم عنها وعن أريحا ومعرة النعمان من معظم الداعمين الدوليين بعد سيطرة هيئة تحرير الشام عليها.
وقال ابن مدينة معرة النعمان، عبدالرحمن السعود، لـ"العربي الجديد"، إن "الطرق في المدينة ومحيطها عادت كما كانت في السابق، ويتنقل الأهالي بشكل طبيعي إلى حد ما، وحركة التجارة عادت بعد جمود خلال المواجهات الأخيرة، لكن أهالي المدينة يعيشون حالة من التخوف من حشود عسكرية تهدف إلى دخول المدينة. حالة الترقب والحذر موجودة لدى الأهالي والمجلس المحلي والمجلس العسكري على حد سواء".
وتشكل الطرق عصب الحياة في المناطق المحررة في إدلب مع اختلاف الجهات العسكرية التي تسيطر عليها، وتتكرر دعوات المجالس المحلية والجهات المدنية ومنظمات العمل الإنساني إلى ضرورة إبقائها مفتوحة وتحييدها عن المعارك أو الخلافات العسكرية بين الفصائل.
وأكد رئيس المجلس المحلي في بلدة الغدفة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، قصي الحسين، لـ"العربي الجديد"، أن "الطرق في المنطقة تم فتحها وإزالة الحواجز منها، وكان الأهالي يخشون خلال فترة المواجهات أن تطول فترة إغلاقها. نحن في المجلس المحلي نطالب الجميع بتحييد المدنيين عن الصراعات وتجنب قطع الطرق، وتحييد المرافق المدنية عن المعارك".
وعن مناطق ريف إدلب الغربي، أوضح الإعلامي عامر السيد، أن حركة الطرق عادت كما في السابق، وهي سالكة بين المناطق المحررة من دون مشاكل، لكن بالنسبة لبعض الحواجز العسكرية هناك تدقيق أكبر في الوقت الحالي"، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر الحواجز تشديدا وتدقيقا هو حاجز قريب من بلدة معرة مصرين على الطريق بين مدينة إدلب ومعبر باب الهوى، والأهالي أطلقوا عليه اسم حاجز الشرطة العسكرية، كون العناصر عليه يرتدون قبعات حمراء".