حسَمَ ماجد وشقيقه باسم، اللذان يعانيان من السمنة، خيارهما بعدم زيارة طبيب متخصّص. لا يتعلق الأمر بالثقة، بل بعدم قدرتهما على دفع بدل المعاينة التي باتت مرتفعة، مما دفعهما إلى اللجوء للأعشاب، أو ما يعرف محلياً بالطب الشعبي.
يقول ماجد (33 عاماً) لـ "العربي الجديد" إن "ارتفاع أسعار الأدوية في صيدليات القطاع الخاص، إضافة إلى ارتفاع بدل معاينة الطبيب، وتردي الخدمات في المستشفيات الحكومية والخاصة على حد سواء، لم يترك لنا خيار غير الطب الشعبي، رغم توصيات وزارة الصحة بعدم اللجوء إليه".
بدوره، يؤكد نواف البدري (41 عاماً) لـ "العربي الجديد" أنه "لا يثق بطب الأعشاب". ويقلقه "انتشار العيادات بشكل ملفت وسط غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية".
وتجدر الإشارة إلى أن الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب رافق حضارات العراق المختلفة، السومرية والأكدية والبابلية، وما تلاها. وعثر خبراء الآثار على الكثير من الكتابات التي تثبت الأمر في مناطق مختلفة من البلاد. وتقول وزارة الصحة إنها "لا تمانع التداوي بالأعشاب". حتى إن الوزارة تملك مركز علاج بالأعشاب. لكن ذلك لا يمنع من مراقبة عيادات طب الأعشاب بشكل مستمر ودقيق.
شروط وضوابط
يقول الوكيل الفني لوزارة الصحة جبار الساعدي لـ "العربي الجديد" إن "الوزارة تضع شروطاً وضوابط من أجل إعطاء رخصة لفتح عيادة لبيع الأعشاب، وليس للتداوي. كما أن لديها لجاناً متخصصة للكشف على هذه العيادات بين الحين والآخر، وأخذ عينات من تلك الأعشاب، وفحصها للتأكد من مطابقتها للمواصفات".
يُضيف الساعدي أنه "في الآونة الأخيرة، وتحديداً بين عامي 2012 و2014، انتشرت عيادات ومحال الأعشاب، علماً أن غالبية أصحابها لا يحملون إجازة لممارسة المهنة، مما دفع الوزارة إلى إغلاق بعضها التي لا يتردد أصحابها في تقديم علاجات وهمية للمرضى، بهدف الحد من انتشار الأدوية المغشوشة، علماً أنها قد تسببت بمشاكل صحية كبيرة". ويوضح أن "لجان الوزارة أغلقت حتى الآن نحو 68 محلا وعيادة لطب الأعشاب في عموم العراق"، مبيناً أن "المحافظات التي تركزت فيها هذه المحال هي ميسان في المرتبة الأولى، تليها النجف وبغداد والموصل وديالى وبابل".
من جهته، يقول المتخصص في أمراض القلب نائل عبد اللطيف لـ "العربي الجديد" إنه "لا يمكن أن تكون الأعشاب بديلاً للطب دائماً". ويشرح أن "العلم أثبت أهمية بعض الأعشاب وكيفية استخدامها. لكن لا نعتقد أن هذه الأمور متوفرة في العيادات الشعبية، بدليل أن المستشفيات العراقية شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في أعداد المواطنين المصابين بحالات تسمم، وغيرها من المضاعفات الأخرى نتيجة التداوي بالأعشاب".
إلا أن رحيم عاطي، صاحب عيادة لبيع الأعشاب، يؤكد لـ "العربي الجديد" أن "مهنة التداوي بالأعشاب ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة منذ آلاف السنين. بعض الذين يمارسون هذه المهنة درسوا لسنوات، أو ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. لا يمكن التقليل من أهميتها أو التشكيك بها لأنها أثبتت في فترات كثيرة نجاحها. لكن كثرة انتشارها في العراق، بدءاً من عام 1991 أي في فترة حصار العراق ومنع دخول الأدوية للبلاد، اضطر بعضهم للجوء إلى هذه العيادات بشكل كبير. وازداد الأمر بعد عام 2003، بسبب غياب الرقابة وقلة الوعي الطبي عند البعض، فضلاً عن المحسوبيات".
ويشير عاطي إلى أن "هناك طارئين على هذه المهنة، الذين لا يجيدون تشخيص الأمراض أو إعطاء الأدوية المناسبة. ولا يمكن لأحد أن ينفي ذلك"، لافتاً إلى أنهم "أساؤوا إلى مهنتنا، حتى صرنا نضع إجازات ممارسة المهنة عند مدخل العيادة لنحظى بثقة المرضى، وننجو من أسئلة اللجان الطبية".
أما مؤيد جار الله (55 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الأعشاب في منطقة الكاظمية شمالي بغداد، فيقول لـ "العربي الجديد" إنه "اكتسب مهنة التداوي بالأعشاب من والده الذي ورثها بدوره عن جده. وقد تعلم كيفية التداوي ووصف العلاج للمرضى، وهو الآن يُعلّم ابنه أمير (29 عاماً) أصول هذه المهنة". يضيف: "في الوقت الحالي، يقصد العراقيون محال الأعشاب للتخلّص من السمنة، أو حلّ مشكلة تساقط الشعر أو تبييض البشرة أو شد البشرة أو إزالة الكلف وغير ذلك".
ويلفت جار الله إلى أنه خلال السنوات السابقة "كنا نصف علاجات لأمراض مستعصية وبشكل يومي، كالقلب والكلى وحتى العقم. لكن اليوم، ومع تطور العلم، فقد استغنى الكثيرون عن علاجاتنا، باستثناء بعضهم".
يقول ماجد (33 عاماً) لـ "العربي الجديد" إن "ارتفاع أسعار الأدوية في صيدليات القطاع الخاص، إضافة إلى ارتفاع بدل معاينة الطبيب، وتردي الخدمات في المستشفيات الحكومية والخاصة على حد سواء، لم يترك لنا خيار غير الطب الشعبي، رغم توصيات وزارة الصحة بعدم اللجوء إليه".
بدوره، يؤكد نواف البدري (41 عاماً) لـ "العربي الجديد" أنه "لا يثق بطب الأعشاب". ويقلقه "انتشار العيادات بشكل ملفت وسط غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية".
وتجدر الإشارة إلى أن الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب رافق حضارات العراق المختلفة، السومرية والأكدية والبابلية، وما تلاها. وعثر خبراء الآثار على الكثير من الكتابات التي تثبت الأمر في مناطق مختلفة من البلاد. وتقول وزارة الصحة إنها "لا تمانع التداوي بالأعشاب". حتى إن الوزارة تملك مركز علاج بالأعشاب. لكن ذلك لا يمنع من مراقبة عيادات طب الأعشاب بشكل مستمر ودقيق.
شروط وضوابط
يقول الوكيل الفني لوزارة الصحة جبار الساعدي لـ "العربي الجديد" إن "الوزارة تضع شروطاً وضوابط من أجل إعطاء رخصة لفتح عيادة لبيع الأعشاب، وليس للتداوي. كما أن لديها لجاناً متخصصة للكشف على هذه العيادات بين الحين والآخر، وأخذ عينات من تلك الأعشاب، وفحصها للتأكد من مطابقتها للمواصفات".
يُضيف الساعدي أنه "في الآونة الأخيرة، وتحديداً بين عامي 2012 و2014، انتشرت عيادات ومحال الأعشاب، علماً أن غالبية أصحابها لا يحملون إجازة لممارسة المهنة، مما دفع الوزارة إلى إغلاق بعضها التي لا يتردد أصحابها في تقديم علاجات وهمية للمرضى، بهدف الحد من انتشار الأدوية المغشوشة، علماً أنها قد تسببت بمشاكل صحية كبيرة". ويوضح أن "لجان الوزارة أغلقت حتى الآن نحو 68 محلا وعيادة لطب الأعشاب في عموم العراق"، مبيناً أن "المحافظات التي تركزت فيها هذه المحال هي ميسان في المرتبة الأولى، تليها النجف وبغداد والموصل وديالى وبابل".
من جهته، يقول المتخصص في أمراض القلب نائل عبد اللطيف لـ "العربي الجديد" إنه "لا يمكن أن تكون الأعشاب بديلاً للطب دائماً". ويشرح أن "العلم أثبت أهمية بعض الأعشاب وكيفية استخدامها. لكن لا نعتقد أن هذه الأمور متوفرة في العيادات الشعبية، بدليل أن المستشفيات العراقية شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في أعداد المواطنين المصابين بحالات تسمم، وغيرها من المضاعفات الأخرى نتيجة التداوي بالأعشاب".
إلا أن رحيم عاطي، صاحب عيادة لبيع الأعشاب، يؤكد لـ "العربي الجديد" أن "مهنة التداوي بالأعشاب ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة منذ آلاف السنين. بعض الذين يمارسون هذه المهنة درسوا لسنوات، أو ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. لا يمكن التقليل من أهميتها أو التشكيك بها لأنها أثبتت في فترات كثيرة نجاحها. لكن كثرة انتشارها في العراق، بدءاً من عام 1991 أي في فترة حصار العراق ومنع دخول الأدوية للبلاد، اضطر بعضهم للجوء إلى هذه العيادات بشكل كبير. وازداد الأمر بعد عام 2003، بسبب غياب الرقابة وقلة الوعي الطبي عند البعض، فضلاً عن المحسوبيات".
ويشير عاطي إلى أن "هناك طارئين على هذه المهنة، الذين لا يجيدون تشخيص الأمراض أو إعطاء الأدوية المناسبة. ولا يمكن لأحد أن ينفي ذلك"، لافتاً إلى أنهم "أساؤوا إلى مهنتنا، حتى صرنا نضع إجازات ممارسة المهنة عند مدخل العيادة لنحظى بثقة المرضى، وننجو من أسئلة اللجان الطبية".
أما مؤيد جار الله (55 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الأعشاب في منطقة الكاظمية شمالي بغداد، فيقول لـ "العربي الجديد" إنه "اكتسب مهنة التداوي بالأعشاب من والده الذي ورثها بدوره عن جده. وقد تعلم كيفية التداوي ووصف العلاج للمرضى، وهو الآن يُعلّم ابنه أمير (29 عاماً) أصول هذه المهنة". يضيف: "في الوقت الحالي، يقصد العراقيون محال الأعشاب للتخلّص من السمنة، أو حلّ مشكلة تساقط الشعر أو تبييض البشرة أو شد البشرة أو إزالة الكلف وغير ذلك".
ويلفت جار الله إلى أنه خلال السنوات السابقة "كنا نصف علاجات لأمراض مستعصية وبشكل يومي، كالقلب والكلى وحتى العقم. لكن اليوم، ومع تطور العلم، فقد استغنى الكثيرون عن علاجاتنا، باستثناء بعضهم".