وأكدت هيئة الأسرى في بيان لها إصابة خمسة أسرى خلال الاقتحام، وهم كل من: الأسير يوسف نزال الذي أصيب بجروح بليغة بعد إطلاق الكلاب البوليسية عليه، والأسير عمر جندب، وتحسين سلامة، وأحمد عزوني، وجهاد أبو زهرة.
وأوضحت الهيئة أنه بعد هذه الهجمة أعلن الأسرى حالة الاستنفار والغضب وبدأوا بالطرق على الأبواب، ورداً على ذلك شرعت إدارة السجن بفرض جملة من الإجراءات العقابية بحقهم، حيث تم إغلاق عدد من الغرف، ومصادرة المراوح وكل الأجهزة الكهربائية، كما تم إلقاء المواد الغذائية والتموينية على الأرض وخلطها بعضها ببعض.
وأضافت الهيئة: "إن الوضع ما زال متوتراً في المعتقل، والأسرى يشتكون من الدمار الذي نجم عن الاقتحام، كما أن الإدارة ما زالت مصرّة على إبقاء أجهزة التشويش بالرغم من الاتفاق المسبق بين الحركة الأسيرة وإدارة السجن على إزالتها، وهي سبب رئيسي لهذا التوتر في السجن بشكل دائم".
ولفتت الهيئة إلى أن هذه الأحداث تأتي كجزء من سياسة ممنهجة وواضحة تمارسها إدارة معتقلات الاحتلال من أجل التضييق على الأسرى والمعتقلين وفرض عقوبات عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، مما يشكّل خرقاً واضحاً لكافة القوانين والمعايير الدولية، ويفضح ممارسات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.
وكان الأسرى في جلبوع قد هدّدوا بالتصعيد ضد إدارة المعتقل خلال الأيام المقبلة، في حال استمرت في تعنتها بعدم إزالة أجهزة التشويش في أقسام السجن، إذ أوضحت الهيئة في بيان لها أمس الإثنين أن الأسرى بصدد اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد الإدارة كالإضراب المفتوح عن الطعام، بسبب المخاطر التي تنتج عن مثل هذه الأجهزة التي تسببت خلال الأيام الماضية بالغثيان والاستفراغ والدوار وأوجاع بالرأس لعدد من الأسرى.
ودخل الأسير المقدسي رمضان مشاهرة، والمحكوم بالسجن المؤبد منذ اعتقاله في عام 2013، قبل يومين إضرابه المفتوح عن الطعام ضد وجود هذه الأجهزة في أقسام المعتقل، ومخاطرها الصحية والنفسية على الأسرى.
بينما تعرض معتقل "جلبوع" أمس لاقتحام من قبل إدارة السجن المعززة بوحدات القمع الخاصة، إذ فوجئ الأسرى باقتحام الأقسام، وباشرت وحدات القمع بالاعتداء على الأسرى بالضرب والتنكيل، فيما أغلق الأسرى أقسام السجن وأعلنوا حالة الاستنفار التام، وشهد السجن حالة من التوتر في صفوف الأسرى.
إلى ذلك، قال مدير دائرة الإعلام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين ثائر شريتح في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين الرسمية اليوم "إن إدارة مصلحة سجون الاحتلال لم تلتزم بالاتفاق الذي يقضي بإزالة أجهزة التشويش من سجن جلبوع وإذا ما استمر ذلك فإن الأسرى سيشرعون خلال الأيام المقبلة بإجراءات تصعيدية تتمثل بإرجاع وجبات الطعام وإغلاق كافة الأقسام وقد تصل إلى عصيان شامل في سجون الاحتلال".
وأشار مدير دائرة الإعلام في هيئة شؤون الأسرى إلى أن ستة أسرى في سجون الاحتلال يواصلون الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، محذراً في السياق من التداعيات الصحية الخطيرة الناجمة عن استمرار الإضراب، خاصة حالة الأسير أحمد غنام المضرب منذ شهرين ويعاني من مرض السرطان.
على صعيد آخر، كشفت عدة مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشهر الماضي (470) فلسطينياً من الأرض الفلسطينية المحتلة، من بينهم (50) طفلاً و(11) من النساء، فيما بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتّى نهاية الشهر الماضي نحو (5700)، منهم (38) سيدة، ونحو (220) طفلاً، وقرابة (500) معتقلاً إدارياً.
في سياق منفصل، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان منفصل بأن نيابة الاحتلال الإسرائيلية قررت تسليم جثمان الشهيد عمر عبد الكريم يونس من بلدة سنيريا قضاء قلقيلية، وذلك خلال مدة أقصاها أسبوعان، بعد أكثر من أربعة أشهر على استشهاده، بعد أسبوع من إطلاق النار المباشر عليه من قبل جنود الاحتلال بالقرب من حاجز زعترة جنوبي نابلس واعتقاله حينها.