وأنجبت زوجة الأسير، الصحافية سناء سلامة دقة، في تمام الساعة التاسعة و25 دقيقة صباحاً طفلتها في المستشفى الفرنسي بمدينة الناصرة، واختار لها والدها القابع في الأسر منذ 34 سنة اسم "ميلاد".
وعمّت أجواء من الفرحة غرفة الولادة في مشفى الناصرة، إذ قاسم الزوجة فرحتها أقرباؤها وأفراد من عائلتها، إلى جانب أصدقاء عبّروا عن سرورهم لانتصارهما على إرادة السلطات الإسرائيلية وخروج هذه الطفلة إلى الدنيا.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد رفضت في السنوات الماضية طلباً تقدّم به الأسير وزوجته إلى أروقة القضاء للسماح لهما بالإنجاب.
وقالت سناء سلامة دقة من المستشفى الفرنسي: "بالنسبة إلينا هذا تحدٍّ وانتصرنا فيه. نحن لسنا ممن يرضخون لممارسات الاحتلال ورغباته، ورغم رفضه طلبنا لم نستسلم، وبالإرادة والعزيمة تحقق لنا ما نريد".
ومنعت سجون الاحتلال زوجة الأسير وليد دقة من زيارته لمدة ستة أشهر، وعن ذلك قالت سلامة: "أنا ممنوعة من زيارته، ولم تكلف السلطات نفسها عناء إخباري سبب منع الزيارة، لكنني أتوقع أن يكون ذلك بسبب هواجسها ومخاوفها من أطفال النطف المهربة، وليس مستبعداً أن تقدم هذه الأخيرة على مراقبة أرحام النساء العربيات، والحامل تعاقب أو يقومون بسنّ قانون لسجنها".
يذكر أن سلطات الاحتلال نفذت عدة إجراءات عقابية بعد حمل زوجة الأسير وليد دقة، منها منعها من زيارته في السجن، إضافة إلى نقله إلى سجن مجيدو منذ الثلاثاء الماضي.
من جهته، قال حسني دقة، شقيق الأسير وليد لـ"العربي الجديد": "اليوم بالفعل يوم فرح لميلاد وليد دقة، وانتصار على إرادة الاحتلال، رغم كل الصعوبات التي تحمّلها الوالدان سناء ووليد. غداً سأزور أخي في السجن إذا سمحوا لي وأشاركه هذه الفرحة". يذكر أن الأسير وليد دقة تزوج بالصحافية سناء سلامة عام 1999، بعد أن زارته داخل السجن لتكتب عن معاناة الأسرى الفلسطينيين.
وكان الأسير وليد دقة، قد كتب نصاً "إلى طفل لم يولد بعد"، حكى فيه عن تجربته في الأسر، وقد مُثِّل على مسرح الميدان في حيفا.
وفي إحدى رسائله من داخل السجن، يقول وليد دقة: "إن مسيرة النضال هي ذاتها مسيرة المعرفة، فهي مسيرة باردة يعتريها الشعور بالوحدة والخوف من المجهول. في حالة السجن، كما في حالة الحصار، قمة النضال أن تبقى قادراً على السؤال، وأن تكون مستعداً حتى للنوم في فراش أسرك".