الحكومة الجزائرية ترخّص للمرة الأولى لخمس جامعات حرة

وافقت الحكومة الجزائرية للمرة الأولى على إنشاء خمس جامعات حرة، مملوكة لرجال أعمال ومؤسسات استثمارية خاصة.

وسمحت وزارة التعليم العالي والجامعات الجزائرية لهذه الجامعات ببدء استقبال الطلاب من الموسم الجامعي للسنة المقبلة، في تخصصات الإدارة والميكانيك والإلكترونيك والإعلام الآلي والاقتصاد، فيما رفضت الترخيص لجامعة متخصصة في الحقوق والعلوم السياسية لأسباب قالت إنها تقنية وبيداغوجية، بحسب تصريح لمصدر مسؤول في وزارة الجامعات لـ "العربي الجديد".

وجاء هذا القرار بعد خمسة عقود ظلت فيها الحكومة تحتكر مجال التعليم الجامعي، وبعد أكثر من عقد ونصف العقد على السماح بإنشاء مدارس الصف الأول والثانوي في الجزائر.

وفي شهر مارس/ آذار الماضي، أعلنت وزارة التعليم العالي الجزائرية عن فتح باب الترشح  لإنشاء أربع جامعات حرة للتكوين العالي، قبل أن تقرّر رفع عدد الجامعات المقرر السماح بإنشائها إلى تسع جامعات حرة.

وطرحت الحكومة دفتر شروط لإنشاء جامعة حرة، يتعلق بالمنشأة المناسبة، وأن يكون مديرو الجامعات والمعاهد الحرة يحملون الجنسية الجزائرية ويتمتعون بالكفاءة العلمية والتجربة المهنية في مجال التكوين العالي.

ويلزم القانون الجامعات الحرة باحترام شروط التأطير البيداغوجي والإداري وتوفر الهياكل
والتجهيزات الملائمة، وملاءمة البرامج البيداغوجية مع البرامج الحكومية واحترام القيم الوطنية ورموز الدولة للحفاظ على الوحدة الوطنية والأمن والدفاع الوطني.

وسيسمح للجامعات الحرة القيام بأنشطة تكميلية، منها ضمان خدمات إيواء وإطعام ونقل الطلاب الذين يزاولون التكوين بها، ولم يشر القانون إلى إمكانية تسجيل طلاب أجانب في هذه الجامعات الحرة.

واستثنت الحكومة الجزائرية تخصص العلوم الطبية من التخصصات التي سيسمح للجامعات الحرة بتدريسها ومنح شهادات فيها.

وطرحت قبل أكثر من عقد فكرة السماح بإنشاء جامعات مستقلة، لكن المنظمات الطلابية رفضت حينها أي مشروع في هذا السياق. وفي الفترة الأخيرة عبّر عدد من رجال الأعمال في الجزائر عن رغبتهم في الاستثمار بإنشاء جامعات حرة.

وفي سبتمبر/ أيلول 2016، قدّم أربعة مستثمرين ملفات تعبر عن رغبتهم في إنشاء هذه المؤسسات التعليمية العليا، لكن الحكومة رفضت السماح لهم قبل إتمام اصدار الترتيبات القانونية والأحكام المنظمة لنشاط الجامعات الخاصة.

وتعدّ الجزائر الدولة الوحيدة في منطقة المغرب العربي التي لا توجد بها حتى الآن جامعات مستقلة، إذ خاضت دول المغرب وموريتانيا وتونس تجربة إنشاء الجامعات الخاصة.