وانشغلت أبو حصيرة التي تعاني من شلل طفولي منذ الولادة في المذاكرة خلال وجودها على شاطئ البحر، فهي تدرس تخصص إدارة أعمال في جامعة القدس المفتوحة. وتشير في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنها تفضل قضاء وقتها في هذه الاستراحة على شاطئ البحر هرباً من العزلة داخل المنزل.
وأمنية الفتاة الفلسطينية لبنى أنّ تلمس مياه البحر، وتنزل إلى الشاطئ مثل الأصحّاء وتقوم بالسباحة، وفق حديثها، مشيرة إلى أنها تشعر براحة نفسية كبيرة خلال وجودها في هذا المكان الوحيد الذي يلامس حاجات ذوي الإعاقة.
وتقول إنّ المكان "أخرجني من العزلة والقيود وأوصلني للشاطئ، كنت بتمنى أشم ريحه البحر والحمد لله تحققت الأمنية"، ودعت إلى ضرورة زيادة الاهتمام والمتابعة وتوفير الرعاية الدائمة وتهيئة المرافق العامة والمنشآت بما يتناسب مع أوضاع ذوي الحاجات الخاصة.
أما رئيس نادي السلام الرياضي لذوي الإعاقة، ظريف الغرة، وهو صاحب مشروع الاستراحة، فيؤكد أنها تتناسب مع كافة حاجات ذوي الإعاقة وتوفر لهم سبل الوصول، بما يضمن حقهم في حياة كريمة وفي الوصول إلى المرافق العامة وخصوصاً البحر، الذي يعدّ المتنفس الوحيد للفلسطينيين في غزة.
وينبه الغرة في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه منذ تأسيس النادي كانوا يسعون عبر النشاطات للضغط والمناصرة، ليتمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة المجتمعية في المجتمع المحلي بمواءمة شاطئ البحر، والأماكن الترفيهية والوصول إليها بشكل سهل جداً.
ويشير الغرة، الذي يعاني من إعاقة ناجمة عن الإصابة برصاص الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أعوام، إلى أنه اليوم بدأ في تحقيق هذا الحلم، إذ تقوم الاستراحة باستقبال شرائح وفئات عديدة من ذوي الإعاقة، في خطوة تعدّ الأهم على الإطلاق لخدمة هذه الفئة التي تعاني الأمرّين.
والمشروع متاح لاستقبال كل الفئات المجتمعية ولكنه مخصص للأشخاص ذوي الإعاقة، إذ يتم تقديم خدمة مجانية لهم، وفق الغرة الذي يلفت إلى أنّ المشروع يعدّ الأول من نوعه في فلسطين والنادر على مستوى الشرق الأوسط.
وتضم الاستراحة ممر مشاة، وكراجاً للمركبات الخاصّة بذوي الإعاقة، فضلاً عن ملعب رياضي خاص بهم، إلى جانب ممر موائم يربط الشارع الرئيسي للبحر وصولاً للمياه على الشاطئ، دون أن يعترض ذوي الإعاقة أيّ معوقات.
ويعاني الكثير من ذوي الإعاقة داخل قطاع غزة من عملية النزول إلى شاطئ البحر والسير عليه، سواء كانوا مقعدين على كرسيّ متحرك أو حتى على عكاكيز، وهذه الاستراحة ستعمل على تهيئة الأجواء الترفيهية لهم بقدر معقول، بحسب القائمين عليها.