كان يوم نقل السفارة الأميركية لمدينة القدس المحتلة الأشد قساوة وألماً على أبو حية، ففيه أيضاً فقد القدرة على المشي وبات مشلولاً مقيداً لكرسيه المتحرك، وفيه استشهد 62 فلسطينياً برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب الحدود.
عامٌ مضى تغيرت خلاله حياة الجريح أبو حية الذي يعاني من شلل نصفي بعد إصابته بطلق ناري في منطقة الظهر ليتحول إلى معوق مقيد الحركة، إعاقة لم تصد عزيمته بل دفعته لابتكار أول سرير بأدوات بسيطة صنعه بيديه.
هذا السرير يتحرك بشكل جانبي وعمودي وفي اتجاهات متعددة بما يخدمه كمريض مقيد الحركة. ويقول أبو حية لـ"العربي الجديد": "يتكون هذا السرير من الخشب وبعض الألواح الحديدية ووسائل أخرى بسيطة من أدوات بالية قمت بإعادة تدويرها لتخدمني في تحريك السرير في اتجاهات عدة من أجل تعميم الراحة للمريض".
وفوائد هذا السرير تتمثل في معالجة التقرحات التي يشتكي منها المرضى نتيجة عدم المقدرة على الحركة، وفق أبو حية، الذي يوضح أنّ تحريك المريض المشلول يتم دون الحاجة لمساعدة من أحد عبر نظام كهربائي موصول ببطارية عبر التيار الكهربائي وكذلك نظام آخر عبر بطاريات في حال تم قطع الكهرباء.
ويوضح أن هذا الاختراع جديد وإنجاز مهم وجاء من باب صناعة الحياة التي لا يريدها أن تتوقف، لافتاً إلى أنه يقضي وقتا طويلاً داخل ورشته من أجل ابتكار أشياء متعددة تعبر عن عزيمته وإرادته التي تنقله إلى خارج قيود الإعاقة.
وقبل الإصابة كان أبو حية يعمل ضابط دفاع مدني في مجال تقديم الخدمة الإنسانية بكل أنواعها من إطفاء حرائق وإنقاد حالات إصابة ونقل الوفيات والشهداء، أما بعد الإصابة أصبح يعتمد على أشخاص آخرين في التنقل والحركة، ولكنه لم يحتمل ذلك لينطلق نحو ابتكار هذا السرير ويعمل على خدمة نفسه بنفسه.
وإلى جانب هذا الابتكار يعمل الجريح أبو حية على صناعة الأسلحة البيضاء بطرق فنيه لافتة وجذابة، ومنها السيوف بأنواعها والخناجر والسكاكين والمقابض الخشبية، فضلاً عن قدرته على عمل أدوات خشبية متعددة تستخدم في المطبخ وغيرها من الحاجات البيتية الأساسية.