وقال المهجر من ريف حمص الشمالي، عمر محمد، المقيم في مخيمات بلدة دير حسان في ريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد": "البرد هنا قاسٍ علينا، وعلى أطفالنا. الأمور أصبحت أفضل بعد أن نقلونا من الخيام إلى المنازل التي تم بناؤها قبل مدة، لكن المنطقة جبلية، ومعروفة ببرودتها الشديدة، وفي الليل تقارب درجة الحرارة الصفر".
وأضاف: "ليس كل القاطنين في المخيم قادرين على شراء المدافئ، أو شراء الوقود اللازم لها، فسعر المدفأة مع كمية قليلة من المازوت يتجاوز 40 ألف ليرة سورية، وصحيح أن المازوت هنا أرخص من الريف الشمالي، لكن سعر الليتر يصل إلى 220 ليرة سورية، ولا قدرة لنا على شرائه، ونضطر للاكتفاء بالأغطية فقط".
وناشد النازح ميسرة الصالح، المنظمات الإنسانية التدخل لتوفير وسائل التدفئة للقاطنين في المخيم، وقال لـ"العربي الجديد": "نناشد المنظمات الإنسانية مساعدتنا، فالشتاء صعب علينا. خرجنا من الريف الشمالي مهجرين لا نحمل شيئا إلا ملابسنا وملابس أطفالنا، فسنوات الحصار استنزفتنا كليا".
وفي مخيم دير بلوط في منطقة عفرين، لا يقل الوضع سوءا عن مثيله من المخيمات، فالبرد الشديد يدفع كثيرا من الأهالي لاعتماد الغاز كوسيلة للتدفئة، لكن الأمر لا ينفع على الدوام، ويقول محمد أبو النور لـ"العربي الجديد"، إن "الغاز هو الوسيلة الأمثل هذه الأيام للتدفئة في المخيم، لكن المشكلة أنه غير كاف. في ساعات الليل ترتعد أوصالنا من البرد رغم ما نرتديه من ملابس، ومشكلة استخدام الغاز في التدفئة أننا في الخيمة بحاجة للهواء كي لا نختنق، لذلك نضطر لفتح الخيمة كل مدة فيعود البرد من جديد".
وتابع "منذ ثلاثة أيام والبرد قارس، ولا نجد وسيلة لتدفئة الأطفال سوى الأغطية والملابس، وخوفنا الأكبر من الأمطار التي قد تهطل بغزارة فتتسبب بسيول وتجمعات مياه تتسرب إلى الخيام وتبدأ المأساة الحقيقية".
وفي شهر نوفمبر الماضي، سجلت أول حالة وفاة بسبب البرد في مخيم دير البلوط، وكان الضحية هو اللاجئ الفلسطيني محمد ياسين أبو ماضي الذي توفي بعد إصابته بنوبة قلبية نتيجة البرد ونقص الرعاية الصحية.