شهدت مخيمات الفلسطينيين في لبنان، اليوم الجمعة، مسيرات رافضة لقرار وزارة العمل اللبنانية القاضي بضرورة الحصول على إجازة عمل للعمال الفلسطينيين، رغم أن الوزير كميل أبو سليمان أكد أنه سيسهل الإجراءات عليهم، في حين يطالب رافضو القرار بإلغائه كونهم لاجئين، وليسوا في لبنان من أجل العمل.
وقال اللاجئ الفلسطيني المقيم في مخيم عين الحلوة، محمود الحطيني: "أعمل دهانًا خارج المخيم، ولدي أربعة أولاد، ومنذ بدأت حركة الاعتصامات لم أخرج من المخيم إلى العمل، وقررت البقاء مع المعتصمين. نحن بداية محرومون من العمل بمهن عدة منذ لجوئنا قبل سبعين عامًا، والأن أضاف الوزير إلى متاعبنا ضرورة الاستحصال على إجازة عمل".
أما أبو جهاد فترك عمله بسبب المضايقات من قبل عناصر الجيش، وقال: "تركت عملي في النجارة قبل سنة، فقد كنت أحتاج حال ذهابي إلى العمل وعودتي منه إلى ساعات، ويضيع نصف نهاري عند الحاجز، عدا عن الإهانات التي كنت وسواي نتعرض لها، وحتى النسوة أيضًا كن يتعرضن لإهانات".
وتابع: "سنواصل اعتصاماتنا، فنحن نعيش ظروفا صعبة قبل صدور هذا القرار، ولم تكن رواتبنا الزهيدة تكفي مصروفات عائلاتنا، والمخيم ليس فيه الاحتياجات اللازمة للحياة، لكننا صامدون، ونطلب من الدولة اللبنانية أن تعاملنا باحترام ومن دون تمييز، ولا عنصرية، ولا طائفية".
وقال اللاجئ المعتصم في مخيم عين الحلوة، حسين: "أنا مغترب منذ 23 سنة، إذ أعمل بشركة في السعودية، وخلال تلك السنوات كنت أرسل الجزء الأكبر من راتبي الشهري إلى أهلي في لبنان، وأقول للوزير: أرني لبنانيًّا مغتربًا يرسل النسبة الأكبر من راتبه إلى لبنان؟".
وتابع: "عمري 47 سنة، وأهلي في لبنان منذ 71 سنة، وليس منطقيا بعد كل تلك السنوات أن يأتي الوزير ويطالبنا بإجازات عمل؟ لو أردت حصولي على إجازة عمل فعليك أولا أن تمنحني إقامة، أو جنسية. نحن مولودون في لبنان، ومقيمون فيه، فكيف يريد منا الوزير إجازة عمل؟ كما أن الشروط لا تنطبق علينا، فأنا أحمل بطاقة هوية صادرة عن وزارة الداخلية والبلديات في لبنان".
وأضاف: "قانونا، إذا قرر الوزير أن تكون لنا إقامة، فهذا يعني أنه غير مرغوب بنا في لبنان، وهذه خطوات تجعل إسرائيل مرتاحة، إذ لن نكون وقتها لاجئين، ومحاولات إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين يتم العمل عليها منذ اتفاقية أوسلو. كل هذه الإجراءات تعني عدم إتاحة العمل للفلسطيني، فهل ستستطيع حكومة لبنان تأمين احتياجاتنا الأساسية عندها؟".
وأوضح أن الفلسطينيين في المخيمات يشعرون بأنهم شركاء للبنانيين. "الجميع مستاؤون من الإضراب والإغلاق، لكن ليس لدينا بديل للفت الأنظار إلى قضيتنا، وما نقوم به من اعتصامات هو قرار الشعب الفلسطيني الذي يعاني الأمرين، تضييقًا عند الحواجز، وتمييزا في العمل، واليوم لم يبق لنا سوى لقمة الطعام، والوزير يريد أن يقطعها، ما يعني أنه يدفعنا نحو الموت جوعًا. إذا لم يتم إلغاء القرار، سنبقي على اعتصامنا".