تقول الوالدة: "لم تكن المرة الأولى التي يلعب فيها الأطفال بقطع الصواريخ والقذائف المتناثرة هنا وهناك، لكنها انفجرت هذه المرة. نقلناه إلى أحد المستشفيات القريبة، قاموا ببتر إحدى يديه وأصابع يده الأخرى".
وتضيف: "لا يخرج، اليوم، من المنزل إلا نادراً، رغم أنه لم يكن يحب المكوث فيه سابقاً، يصفه أنه معتم جداً ولا يوجد فيه ما يسليه".
وتسبب المخلفات غير المنفجرة للمعارك وعمليات القصف، كالقذائف والقنابل والصواريخ وغيرها، الكثير من الحوادث في سورية، فيما تغيب إحصائيات دقيقة عن أعداد هذه الإصابات أو مدى انتشار هذه المخلفات.
يقول عبد الرحيم، وهو ممرض من إدلب: "تنتشر هذه الحوادث في جميع المدن والقرى التي تشهد قصفاً من قوات النظام أو تلك المناطق التي تشهد معارك بين الطرفين، للأسف ليس هناك أي جهود توعية مدنية حول هذه المخاطر حتى الآن، لا يوجد، أيضاً، مَن يبحث عنها ليقوم بإزالتها".
من جهتها، تقول هالة العبدلله، وهي طبيبة أطفال: "عادة ما يصاب الأطفال أكثر من غيرهم بهذا النوع من المتفجرات كونهم لا يدركون خطورة الأجسام الغريبة، ويدفعهم فضولهم بلا حذر لاستكشافها، معظم هذه الإصابات خطرة جداً وقد تكون مميتة. للأسف اللعب بالمخلفات شائع في العديد من المناطق السورية اليوم".
ويقول قاسم الزعبي، أحد الناشطين في الرعاية الطبية: "سجلنا عشرات الإصابات سواء بالألغام أو المخلفات غير المنفجرة في درعا ومحيطها، معظمها أدت إلى عمليات بتر في الأطراف، منهم من فقد عينيه، ومنهم من توفي".
ويشير إلى أن "خطورة الألغام تزداد في المناطق المحررة حديثاً، فقد زرع النظام، أخيراً، العديد من حقول الألغام حول مقراته ومستودعاته ومناطقه، آخرها تم اكتشافه، حول اللواء 52 في درعا، والذي تم تحريره أخيراً. هناك بعض الإصابات بلغم على شكل حجر، لافت للنظر ينفجر عند الاقتراب منه".
يروي الزعبي: "بعض الناشطين، أيضاً، يقعون في فخ هذه المتفجرات. ذات يوم رأى "سند"، وهو شاب يعمل في المجال الإغاثي في بلدة مزيريب غرب درعا، أطفالاً يلعبون بقذيفة، وحين حاول تخليصها من أيديهم انفجرت، وتسببت له بإصابة برأسه، وبتر كف يده وأمشاط قدميه".