"القمح الليلة ليلة يوم عيده يا رب تبارك وتزيده.. لولي ومشبك على عوده والدنيا وجودها من جوده.. عمره ما يخلف مواعيده يا رب تبارك وتزيده". هذه الكلمات البليغة التي ألّفها الشاعر حسين السيّد وغناها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ارتبطت سنوياً في أذهان المصريين بموسم حصاد القمح.
في الموسم الحالي، تبلغ المساحة المزروعة قمحاً ثلاثة ملايين و468 ألفاً و864 فداناً، ويُقدّر متوسط إنتاج الفدان الواحد المتوقّع 18 إردباً والمستهدف تسويقه 3.7 ملايين طنّ، في الوقت الذي يبلغ حجم الاستهلاك على مستوى الجمهورية 12.5 مليون طنّ ويتراوح حجم الإنتاجية هذا العام من 8.7 إلى 9 ملايين طنّ.
ببشرة سمراء ذهبية وابتسامة تملأ الوجوه، يجلسون القرفصاء في صفوف بطول الغيط ممسكين "الشرشرة" بأيديهم ليلتقطوا ما لم تصله ماكينة الحصاد. يحملون الغلّة ويجمعون العيدان من الأرض، ولسان حالهم يقول إنّه ليس حصاداً للمحصول فحسب، إنّما أيضاً لنتيجة تعب وعناء مع تقلبات المناخ ونقص المياه والسماد والسولار.
المزارعون في محافظة الفيّوم التي بدأت موسم حصاد قمحها، يعيشون نصف الفرح ويؤجّلون سعادتهم، نتيجة عدم شراء الحكومة محصولهم. ويتخوّفون من تركه فترات طويلة قبل أن يستطيعوا توريده لمخازن الغلال "الشون". على الرغم من ذلك، يصفون "أيام الحصاد" بأنّها "عيد"، معبّرين عن شعورهم بالأمل مع بدء الموسم، بعدما بذروا البذور وعانوا الأمرَّين في الريّ والتسميد حتى وصلوا إلى مرحلة "جني التعب" بعد معاناة وطول انتظار لرؤية "سنابل الخير".