يتطلع أهالي منطقة الحولة بريف حمص الشمالي بشيء من الخوف والحذر بشأن عودة الحياة إلى مدنهم وقراهم بعد دخول قوى الأمن الداخلي التابعة للنظام السوري، إلى جانب الشرطة العسكرية الروسية، ضمن اتفاق نص على خروج رافضي التسوية من المنطقة للشمال السوري.
ومع خوف من الاعتقال أو الضرب عند المرور على حاجز الدوار مقارنة مع بداية عام 2012، يعبر أهالي مدينة تلدو قوى الأمن ومنطقة دوار الساعة وسط المدينة.
علي أبو خالد (52 عاماَ) صار وحيداً في بيته بعد نزوح أولاده نحو الشمال السوري، يتحدث لـ "العربي الجديد" بالقول إن "الأمور هادئة نوعا ما في تلدو، وتعود الحياة إلى المدينة تدريجياً، والناس تذهب يومياً للمدرسة الصناعية عند مدخل المدينة لتسوية أوضاعها، لكن حادثة مقتل الشبان الأربعة أخيراً قرب بلدة حربنفسة تؤكد أن التسوية كذبة كبيرة، والحقد في المناطق الموالية للنظام والمحيطة بمنطقة الحولة كبير ولا يمكن ضبطه".
وبدوره، يوضح محمد (24 عاما) الطالب في جامعة البعث والمنقطع عنها منذ ثلاث سنوات لـ "العربي الجديد" أنه سيعود للجامعة خلال الفترة المقبلة لاستكمال دراسته للغة العربية بكلية الآداب، آملا أن يتخرج ضمن الدورة التكميلية لإنهاء مادتين متبقيتين لديه. ويضيف أنه في الفترة الحالية يشغل تفكيره هذا الأمر إلى جانب ما يمكن أن يقع من أحداث في الأيام المقبلة، لأن موضوع التسوية برأيه هو مجرد أمر وهمي، والنظام لا يؤمَن جانبه بهذا الخصوص.
ويقول ياسر أبو موسى (57 عاما) الذي بقي ببيته في مدينة تلدو، لـ"العربي الجديد": "لو تركنا البيوت وذهبنا جميعنا للشمال نحن كبار السن، لتم تعفيشها على الفور كما حدث في بلدة السمعليل التي لا يوجد فيها أحد". ويتابع: "دخل الشبيحة من البلدات المجاورة وعفشوها عن بكرة أبيها، لم يتركوا أي شيء، حتى أسلاك التوصيل الكهربائية انتزعوها من الجدران".
ويوضح عامر (30 عاما) أنه سيحاول الذهاب إلى لبنان خلال هذه الفترة بحثا عن عمل كغيره من الشبان. ويقول: "هنا الأفق ضيق حالياً البقاء هو مجرد إضاعة للوقت، وفترة الأشهر الستة المتاحة هي مجرد فترة فرار من النظام، فأنا مطلوب للخدمة العسكرية ومن المستحيل أن أترك وشأني داخل المنطقة دون أن اعتقل لاحقا، وأساق للخدمة في صفوف قوات النظام".