في كتابه "أعلم بأنّك تكذب"، يعدّد المتخصّص الأميركيّ في علم النفس، الدكتور بول إيكمان، تسعة أسباب للكذب، مؤكّداً أنّ الأطفال والبالغين يتشاركونها. وإيكمان يُعَدّ الأفضل عالميّاً في كشف الكذب والتلاعب بالمشاعر، هو الذي برع في مجال دراسة الانفعالات والتعبير غير اللفظيّ.
يوضح إيكمان أنّ الطفل يكذب أوّلاً لتفادي العقاب، وهذا هو الدافع الأكثر شيوعاً. ثانياً، للحصول على مكافأة يستحيل الحصول عليها بطريقة أخرى. ثالثاً، لحماية شخص آخر من العقاب. رابعاً، لحماية نفسه من تهديد جسديّ. خامساً، لنَيل إعجاب الآخرين. سادساً، للإفلات من وضع اجتماعيّ محرج. سابعاً، لتفادي الشعور بارتباك/ انزعاج ما. على سبيل المثال عندما يدّعي طفل أنّه سكب الماء على سرواله سهواً، في حين أنّه تبوّل على نفسه. وهذا المثال لا يصحّ إلا في حال معرفة الصغير بأنّه لن يتعرّض لأيّ عقاب من جرّاء تبوّله على نفسه. ثامناً، للحفاظ على خصوصيّة ما. تاسعاً، لفرض سلطته على الآخرين.
في سياق متّصل، يشدّد خبراء نفسيّون واجتماعيوّن على ضرورة أن يتنبّه الأهل إلى أمور عدّة من شأنها أن تفاقم كذب أطفالهم أو أن تدفع هؤلاء الصغار إلى الكذب على أقلّ تقدير. الخبير الفرنسيّ في مجال تطوير الذات، جان فرانسوا، صاحب موقع "آنتي ديبريم" والذي يعرّف عن نفسه بأنّه "باحث عن حلول لحياة أفضل"، يحذّر الأهل من أمور عدّة في هذا المجال. يكتب:
- في حال عمدتم بأنفسكم إلى الكذب، لا تتفاجؤوا إذ فعل طفلكم الأمر ذاته.
- في حال اعتدتم معاقبة طفلكم أو تهديده، اعلموا جيّداً أنّكم بذلك توفّرون له "أسباباً ممتازة" للكذب. ومن شأن ذلك أن يخلق عادة لديه.
- لا بدّ عليكم من تعزيز ثقة طفلكم بنفسه، حتّى لا يجد نفسه مضطراً إلى الكذب لنيل إعجاب الآخرين.
- لا تنعتوه بـ"الكاذب" أو "الكذّاب"، فالنعوت - باختلافها - مضرّة.
- عبّروا دائماً عن عطفكم، وفي الوقت نفسه طبّقوا نظاماً مرتكزاً على قواعد تتشاركون مع طفلكم في وضعها.
- لا تهينوه ولا تعاقبوه ولا تقارنوا بينه وبين سواه من الأطفال ولا تحكموا عليه إذا كنتم لا تشاؤون التسبّب في رضوض نفسيّة وإطلاق آليّات دفاع على المدى البعيد.
- في كلّ مرّة تحملون طفلكم على الإقرار بكذبته وينتهي الأمر بطريقة إيجابيّة، احرصوا على تظهير قيمة "الحقيقة".