كأن المشهد صار مألوفاً في باكستان: ثياب وقبعات وأحذية مبعثرة. هذه المرة في مدينة كويتا في إقليم بلوشستان (جنوب غرب البلاد)، فيما كان محققون يجمعون أشلاء بشرية في أكياس بلاستيكية. حدث هذا بعد تفجير انتحاري أمام مركز لمكافحة شلل الأطفال صباح أمس، مستهدفاً حملة تلقيح بدأت أخيراً. كان معظم الضحايا من رجال الشرطة.
وقع الانفجار في اليوم الثالث للحملة. أحد المصابين بالتفجير هو الشرطي شابير أحمد (32 عاماً)، الذي أرسل إلى كويتا لضمان أمن العاملين في حملة التلقيح. كان ينتظر انطلاق طواقم مكافحة شلل الأطفال، التي كان يفترض أن تتوجه إلى مناطق عدة عند الساعة العاشرة. لكن التفجير سبق الجميع.
كثيراً ما يستهدف المتطرفون الإسلاميون حملات التلقيح أو قوات الأمن التي تواكبها. ترى هذه المجموعات أن التلقيح يؤدي إلى العقم لدى المسلمين. من جهة أخرى، تتهم القائمين على حملات التلقيح بالتجسس لدى وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي ايه)، وخصوصاً بعدما أطلقت الوكالة حملة كاذبة في محاولة للتأكد من وجود أسامة بن لادن في أبوت آباد، حيث رصدته وقتلته قوات أميركية خاصة في مايو/أيار عام 2011.
تجدر الإشارة إلى أنه بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الإصابة بشلل الأطفال في باكستان تشكل نحو 80 في المائة من مجموع الإصابات في العالم. وكانت الحكومة قد رسمت خطة لاستئصال جذور المرض من باكستان في نهاية العام الماضي.
اقرأ أيضاً: حملة حكومية على "المدارس الدينية" في باكستان