وجاء في بيان الرابطة الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه: "كان من المتوقع أن تصل إلى مخيم الركبان قافلة مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة عن طريق المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية، علي الزعتري، لكن فجأة صدر بيان عن طريق الزعتري بأن الأوضاع غير آمنة، وأن الخطر يتهدد العاملين ضمن القافلة".
وأوضحت الرابطة السورية لحقوق اللاجئين أنّ ما حصل من منع وصول قافلة المساعدات الإنسانية للمخيم تم بالاتفاق مع النظام، وقالت في البيان: "هذه الحجة بالاتفاق مع نظام الأسد منعت وصول المساعدات إلى الأهالي الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى".
وأشارت، بحسب البيان، إلى أن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مقيم في دمشق وعمله يتم بالتواصل مع نظام الأسد والهلال الأحمر التابع له.
وتعهدت الرابطة بتحمل المسؤولية الكاملة، بإيصال قافلة المساعدات الإنسانية إلى النازحين في مخيم الركبان، في إشارة منها إلى أن الحديث عن خطر يهدد العاملين هو مجرد ترويج لشائعات يبثها النظام، بغرض استمرار فرض الحصار على النازحين في المخيم.
"جوع ومرض وعواصف غبارية تدمر خيامنا"، بهذه العبارة لخص ابن مدينة تدمر عبدو الخطيب (35 عاما) معاناة النازحين في مخيم الركبان، وقال لـ "العربي الجديد": "لا يوجد أسوأ من هذا المكان، وهذا السجن الكبير الذين فرض علينا البقاء فيه، حوصرنا ضمنه ليمنع النظام عنا أبسط ما يمكن للإنسان أن يحصل عليه وهو الغذاء. اليوم نحن وأطفالنا ليس بيننا وبين الموت الكثير، نعيش على القليل من الطعام ونكتفي بوجبة واحدة فقط في اليوم، وفي الحقيقة هي تشبه الوجبة".
وأضاف الخطيب: "أهالي الخيم هنا يحاولون الحصول على الطعام بأي وسيلة تتاح لهم، وكانت هناك مبادرات أهلية على نطاق ضيق لم تتخط المحاولات لإيصال الطعام إلى النازحين في المخيم عبر هذه الصحراء القاحلة، لكن مهما أتيح للنازحين منها تبقى مبادرات فردية لا تتعدى أشخاصا بعينهم فقط".
ومنذ نحو شهرين شددت قوات النظام السوري حصارها على مخيم الركبان المحاصر في الأصل، والواقع ضمن منطقة منزوعة السلاح على الحدود الأردنية السورية جنوب شرق محافظة حمص، مكررة سيناريو حصار الآلاف من السوريين في مناطق الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي قبل سيطرة النظام عليها، مستخدمة سياسة التجويع لإنهاك النازحين هناك وإرغامهم على القبول بتسويات مع النظام.
وهو ما أكده اللاجئ السوري زكريا عباس لـ "العربي الجديد": "الأهالي هنا في المخيم ينهشهم الجوع والمرض والموت، ومن السهل تقديم المساعدات الإنسانية لهم دون دخول حتى الأراضي السورية، لكن من الواضح أن هذا لن يتم، وحدث في أغسطس/ آب من عام 2016 أن أدخلت الأمم المتحدة المساعدات عن طريق رافعات للمخيم من داخل الحدود الأردنية، وبكل بساطة يمكن إعادة التجربة ذاتها وإغاثتنا في الوقت الحالي".
ووصف عباس ما يمر به الأهالي في المخيم بأنه مأساة ووصمة عار على جبين الإنسانية ومنظمات حماية حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هناك آلاف الوسائل المتاحة لهم لإدخال المساعدات من غذاء وأدوية وغيرها، لكنهم لا يريدون ذلك.
من جهته، أكد مصدر محلي في المخيم لـ"العربي الجديد" أنّ "أسعار المواد الغذائية ارتفعت لأربعة أضعاف سعرها قبل حوالي شهرين، وفي الأصل المواد كانت شحيحة، واليوم الكثير منها مفقود".