عيادة متنقلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
02 أكتوبر 2019
3C60687D-9994-4972-9CB1-1C8296AB3483
+ الخط -
لم تتردد العشرينية الفلسطينية نور شحادة في الدخول إلى العيادة المتنقلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، في مبادرة أطلقتها جمعية العون والأمل لرعاية مرضى السرطان، اليوم الأربعاء، لتجوب مختلف محافظات قطاع غزة.

ويسير الباص الذي يقل العيادة المتنقلة وفق خطة أعدت لزيارة المناطق المهمشة من شمال قطاع غزة حتى جنوبه، بغرض الوصول لأكبر فئة ممكنة من النساء، وتشجيعهن على الفحص المبكر، بعد تنظيم ندوات حول أهمية الفحص.

وزُيّن الباص، الذي أطلقته الجمعية من مقر بلدية غزة باللون الوردي، والذي يرمز لشهر أكتوبر/ تشرين الأول الوردي، وشعار الفحص المبكر الوردي، إلى جانب عبارات توعوية وتحفيزية منها "تزيد فرص الشفاء من سرطان الثدي عن 90 في المائة في حال الكشف المبكر"، "لا تستني الأعراض افحصي واطمئني".

وتقول نور شحادة (24 عاماً)، إنّ والدتها نجت من مرض السرطان قبل سبع سنوات، وذلك بعد رحلة مع المرض استمرت عاما، وبعد ست سنوات قامت بالفحص مجدداً واكتشفت إصابتها بكتلة سرطانية، إلا أنها شُفيت منها بعد العلاج والمتابعة، مضيفة: "إلا أن عمتي كانت ضحية لهذا المرض، والذي أدى إلى وفاتها".

وتضيف لـ"العربي الجديد": "تشجعت على الفحص الطبي، حتى أطمئن على ذاتي، لأنني سمعت بأن المرض ينتقل وراثياً"، داعية كل الفتيات والنساء لمواصلة الفحص دون الركون إلى عدم إصابة أي من نساء العائلة، إذ إن الوراثة ليست العامل الوحيد في الإصابة.

أما الثلاثينية أم محمد سنونو، فتشرح تجربتها مع الفحص، قائلة إنها فكرت في الفحص بعد سماع الكثير من القصص حول الإصابة، مضيفة: "سمعت كذلك أن الفحص والكشف المبكر عن المرض يمكنه المساهمة الفاعلة في العلاج".

يشجع الباص النساء على الفحص (عبد الحكيم أبو رياش)

وتضيف سنونو لـ"العربي الجديد"، وهي أم لثلاثة أطفال، أنها فقدت صديقتها مها بسبب هذا المرض، حيث تم اكتشافه في مراحل متقدمة، موضحة أنه "من الجيد أن يصل الباص المتنقل إلى كل المناطق البعيدة عن عيادات الفحص، وسيساهم ذلك في تشجيع النساء غير القادرات على الوصول نتيجة أوضاعهن الاقتصادية السيئة".

أما أخصائية العلاج الطبيعي، نهيل نصار، والتي استقبلت النساء داخل العيادة المتنقلة، فتوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ المهمة تتمثل في فحص جميع السيدات الراغبات بالفحص، بغرض اكتشاف المرض في بداياته، من أجل المساهمة والمساعدة على العلاج.

أهمية اكتشاف المرض في بدايته (عبد الحكيم أبو رياش)

وتقول نصار إنّ التعامل مع الحالات يبدأ بالسؤال عن التاريخ المرضي في العائلة إن وجد، وعن الفحص الذاتي للثدي، والحجم، والأعراض، مبينة أن الحملة كذلك تهدف إلى توعية النساء بأهمية الفحص الذاتي، وما يتبعه من فحص طبي بشكل دوري، كل شهر، أو كل ستة شهور على أقل تقدير، داعية الفتيات من سن 18 عاماً إلى مواصلة الفحص.

من ناحيتها، توضح مديرة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان إيمان شنن، والناجية من مرض سرطان الثدي، أن فكرة العيادة المتنقلة تتلخص في كسر الروتين السائد للفحص، وهو تثقيف النساء حول أهمية الفحص وتوجيههن لمراكز وعيادات الفحص، وذلك بنقل تلك العيادة إليهن، وفي أماكن سكنهن، مراعاة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة المحاصر.

وتشير شنن في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ البرنامج ومن خلال العيادة يسعى للوصول إلى أكبر قدر ممكن من النساء في المناطق المهمشة من بيت حانون شمالاً، حتى رفح جنوباً، مضيفة: "في حال اكتشاف أي حالة، أو بوادر الإصابة بالمرض، سيتم تحويلها للجهات ذات الاختصاص لتقديم العلاج اللازم".


وستتواصل فعاليات العيادة المتنقلة والتي تضم سرير الفحص والأدوات اللازمة للفحص طيلة شهر أكتوبر الوردي، وفق شنن، وستشمل الأنشطة ندوات توعوية وتثقيفية حول أهمية الفحص، والطرق الصحيحة للفحص الذاتي، ومن ثم تقديم الفحص الطبي "الإكلينيكي" للفتيات والنساء.

ندوات توعوية طيلة أكتوبر الوردي (عبد الحكيم أبو رياش)

ذات صلة

الصورة
سودانيات نزحن إلى القضارف بسبب ويلات الحرب، 6 يوليو/ تموز 2024 (فرانس برس)

مجتمع

حذّرت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، من أنّ طرفي الحرب في السودان، وخصوصاً قوات الدعم السريع، ارتكبا "أعمال عنف جنسي واسعة النطاق".
الصورة

مجتمع

حقّقت الكثير من النساء في العالم العربي نجاحات بارزة في تولّي وقيادة مناصب علمية واجتماعية ورياضية وثقافية مرموقة.
الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة
أطفال فلسطينيون جرحى في غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يمثّل غياب اللقاحات الدورية عن محافظَتي غزة وشمال غزة خطراً إضافياً يهدّد حياة الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 98 يوماً.