لا يخفي معظم المهاجرين الجدد إلى ألمانيا خوفهم من المستقبل الذي باتت ملامحه غير واضحة، خصوصاً بعد الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس. يتخوف هؤلاء من ردود الفعل تجاههم، كما يتخوف الألمان منهم.
تقول السورية هالة (39 عاماً): "بدأت أشعر بالقلق بسبب الاتجاه المتشدّد في منح الإقامة. حتى اليوم لم أنلها بالرغم من وصولي قبل سنة. لا أدري أي قرار سيطبق علينا أنا وزوجي وأولادي في موعد محكمتنا المقبل. لديّ شعور أنّ المستقبل لا يخبئ لنا ما حلمنا به. بل يحمل خيبة أمل جديدة". تضيف: "ما يزيد من خوفنا وقلقنا تغير نظرة فئة من الشارع الألماني إلينا. كانوا يتعاطفون من قبل معنا، واليوم يعيدون التفكير في ذلك".
يؤكد عمر هذا الخوف: "لا أعرف أين سأكون في المستقبل القريب، وإذا ما كانت ستتغير سياسة ألمانيا تجاه المهاجرين بعد الأحداث الأخيرة".
كذلك، يعبّر آخرون عن خوفهم من عدم تمكنهم من لمّ شمل عائلاتهم في المستقبل. تقول نور (35 عاماً) الآتية من ريف دمشق: "أخاف من نظرة الألمان إلينا كإرهابيين، ووضعنا في خانة واحدة مع الذين ارتكبوا الاعتداءات في باريس وكاليفورنيا. لا أريد لعب دور محامية الدفاع لنبرر أنّنا مسالمون. نحن لا نبحث إلا عن مستقبل آمن".
أما عبد الكريم (31 عاماً) وهو عامل توصيل في مطعم، فيقول: "المستقبل يخبئ لنا الكثير من المفاجآت. لكنّنا نصرّ على المواجهة والإعلان للجميع أنّ الإرهاب لا دين له. سنستمر في الدفاع عن حقنا في بناء مستقبلنا كغيرنا من الشعوب".
خوف بشكل آخر يحمله المواطنون الألمان أيضاً. لا تخفي المدرّسة من كولن، هانا (28 عاماً) مخاوفها من المستقبل. تعتبر أنّ من غير المنطقي أن تتحمل ألمانيا بؤس جميع الشعوب على حساب مواطنيها: "أنا متأكدة أنّ من بين المهاجرين من لديه نوايا إرهابية".
أما ماركوس (31 عاماً) الذي يعمل في شركة لبيع السيارات، فيرفض التعميم في أنّ جميع المهاجرين إرهابيون: "أنا أعلم أنّ الكثيرين من بينهم هاربون من القتل والدمار والفقر، وينشدون الأمن والسلام في ألمانيا. لا يمكنني أن أقف ضد وجود المهاجرين في ألمانيا".
من جهتها، تقول صونيا (38 عاماً) التي تعمل بائعة في محل تجاري في مدينة كولن: "صعب جداً أن أشارك مستقبلي ومستقبل ابني مع أشخاص لا أعرف ماذا يخبئون لنا. أنا خائفة من حدوث أي عمل إرهابي خصوصاً في الأعياد. أتمنى أن يعود المهاجرون إلى بلدانهم".
اقرأ أيضاً: برد واكتئاب في خيام ألمانيا