تتجدد مع كل شتاء أزمة غاز البوتان في الجزائر، خصوصا في المناطق النائية والقرى في أعالي الجبال. وهذا هو حال مناطق جزائرية عدة تحاصرها الثلوج، وتعاني من نقص في مادة الغاز، في ظل عدم استفادتها من غاز المدينة.
نفاد هذه المادة الحيوية في الأجواء الباردة جداً، دفع طوابير الانتظار الطويلة إلى الاصطفاف أمام محطات البنزين للتزود بغاز البوتان. طوابير تسببت في احتجاج المواطنين بسبب نقص التموين بهذه المادة، ونفاد قوارير الغاز.
وطالب سكان مناطق باتنة، في أعالي جبال الأوراس شرق العاصمة الجزائرية، خلال احتجاجهم، بتوفير غاز المدينة، بعد أن حاصرتها الثلوج أياما. وتكرر الشيء ذاته في قرى عدة في ولايات جيجل وتيزي وزو وبجاية، في مشكلة تتجدد مع حلول الشتاء.
وتسببت الاضطرابات الجوية التي شهدتها البلاد منذ أيام، وموجة البرد، وتساقط الثلوج في المناطق، إلى قطع الطرقات الرابطة بينها، وشل حركة السير فيها، وعزل القرى والمداشر في الجبال.
وتدخلت عناصر الجيش الجزائري بالتنسيق مع الدرك الوطني من أجل فك عزلة سكان القرى، وفتح الطرقات الجبلية على مستوى ولايات عين الدفلى والبليدة والمدية وتيزي وزو. كما تمكنت وحداتها من إزالة الثلوج التي حاصرت العائلات، توصيل المؤونة والغذاء إليها عبر شاحنات النقل، وتزويدها بالغاز المنزلي، خصوصاً المناطق المعزولة والنائية فيها.
وحذّرت مصالح الأرصاد الجوية الجزائرية من استمرار موجة البرد على مختلف المناطق في الجزائر، متوقعة موجة هواء بارد قادم من أوروبا نحو حوض البحر الأبيض المتوسط.
ولفتت إلى تسبّب الموجة الباردة في سقوط أمطار وثلوج مصحوبة بانخفاض في درجات الحرارة القصوى، وتساقط الثلوج على المناطق الوسطى والولايات الشرقية التي يتجاوز علوها 800 متر، من بينها مناطق عين الدفلى والمدية وباتنة وأم البواقي وجيجل وخنشلة وبجاية والبليدة وتبسة وبرج بوعريرج وتيزي وزو والبويرة وسطيف.
كما تشهد مناطق عدة سقوط أمطار غزيرة طوال أيام الأسبوع الجاري.