"العريس" بكر خريوش (26 عاما)، انتظر هذه الليلة كثيرا، وهي لحظة السعادة التي لم يستطع شقيقه جهاد وصفها لـ"العربي الجديد"، عندما كانت تحيط بشقيقه قبل زفافه بساعات، ليحتفل أخيرا مع عروسه بليلة زفاف كانت هي الأخرى مؤجلة من عامين بسبب اعتقال سابق.
قاعة الزفاف المقرر فيها الحفل كانت جاهزة لاستقبال العروسين، وأهازيج فرقة الشهداء الإسلامية التي تعاقد معها العريس أيضا، وزغاريد أمه التي كانت تخترق أزقّة المخيم، لتعلن لمن يعيش فيها موعد الفرح المؤجل عند عائلة خريوش.
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي أصر على أن يقتل كل معالم الفرح عند العائلة، وفي الساعة الثانية من فجر اليوم الجمعة، كما يروي جهاد خريوش شقيق العريس، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل العائلة بشكل همجي، وبحثوا عن العريس وطلبوا من عائلته توديعه واختيار ملابس شتوية له تمهيدا لاعتقاله.
اقتاد جنود الاحتلال العريس بكر إلى المعتقل، وتركوا للعائلة مهمة إلغاء وتأجيل مراسم الزفاف إلى إشعار آخر، حيث قامت العائلة بإلغاء كافة ترتيبات الفرح، من مكان إقامة الحفل، وفرقة الشهداء التي كات ستحييه، إضافة إلى الطباخين الذين كانوا سيعدون الطعام للضيوف.
كان من المقرر، عند ساعات صباح اليوم الجمعة، على الأقرباء والأصدقاء مشاركة العريس حمامه كعادةٍ ما زال بعض الفلسطينيين بحتفظون بها، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي سبقهم إلى العريس وسرقه من بينهم، لينتقل الجميع إلى مشاركة العريس أمنيات الفرج القريب، بدل التهاني والتبريكات، على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وسبق لحفل الزفاف أن أجل في عام 2013 بعد خطوبته مباشرة، وعندما كان قد بقي على زفافه شهران فقط، حكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف، وهي المدة ذاتها التي قضاها في السجون عام 2011 عندما عاد من سورية بعد زيارة لأحد أقاربه.
"ليس غريبا على الاحتلال الإسرائيلي، أن يختار المناسبات السعيدة للفلسطينيين، ويتصيدها لينغص عليهم فرحتهم وسعادتهم، وليثبت للعالم أنه احتلال مجرد من كل شيء، ومهمته قتل ملامح الحياة عند الشعب الفلسطيني". يختم خريوش حديثه مع "العربي الجديد"، ويؤكد أن العائلة ستنتظر موعد الإفراج ليحدد موعد الزفاف الجديد.