وأكدت خالة الضحية محمد عيد أنه كان قادماً من مدينة الإسكندرية لزيارة والدته، وأنه اتصل بالعائلة قبل الحادث ببضع ساعات، مضيفة أنهم ينتظرون القصاص العادل. "حق ابننا سيعود بالقانون".
وأضافت عمة الضحية: "ابن أخي كان يدرس، وكان حلمه أن يتخرج ويحقق حلم والده الراحل، لكن الحادث أطاح بكل شيء. منه لله من تسبب في موته بسبب 70 جنيهاً".
من جهتها، كشفت مصلحة الطب الشرعي المصرية أن الشاب الأول محمد عيد (23 سنة) انفصل رأسه عن جسده بعد سقوطه أسفل القطار، وأن الشاب الثاني أحمد محمد (25 سنة)، تبينت إصابته بعدة إصابات في الصدر والبطن والذراعين والساقين، وحالته الصحية خطرة.
واستمعت النيابة العامة إلى عدد من شهود الواقعة، إذ أكد الراكب محمد الأشقر أن رئيس القطار قام بتوبيخ الشابين لعدم وجود تذاكر معهما، فضلاً عن عدم قدرتهما على الدفع، وأن المحصل طلب منهما إثبات شخصية حتى يقوم بتحرير محضر لهما، لكن الشابين أكدا أنهما لا يمتلكان أموالاً أو إثبات شخصية.
Twitter Post
|
وقال شاهد آخر يدعى حسن أحمد، إن المحصل بعد المناقشة قام بتخيير الشابين بين دفع ثمن التذكرة، أو مغادرة القطار، فاختارا القفز من القطار لعدم وجود أموال معهما، فذهب المحصل وأحضر مفاتيح الأبواب وقام بفتحها، وقال لهما "اتفضلوا"، وكان القطار عندها مسرعاً، فوقع أحدهما تحت القطار، والثاني قفز بعيداً، وعندها قال المحصل: "في ستين داهية".
Twitter Post
|
وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن استقلال المجني عليهما محمد عيد عبد الحميد، وأحمد سمير أحمد، يوم 28 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، العربة رقم 4 من القطار رقم 934 حال توقفه بمحطة طنطا مسافرين إلى القاهرة، دون تذكرة أو تصريح، ولذلك استوقفهما المتهم بعد منتصف تلك الليلة، ولعلمه بعدم امتلاكهما ما يكفي لدفع ثمن التذكرة أو الغرامة فتح باب القطار وخيرهما بين الدفع أو تقديم بطاقتي تحقيق شخصيتهما لتحرير محضر بالواقعة، أو النزول من القطار، وذلك حال مرور القطار بمحطة دفرة القديمة بسرعة اختلف الشهود على تحديدها؛ فقفز المجني عليه أحمد سمير وأصيب بسحجات وكدمات بمواضع متفرقة من جسده، ولحقه محمد عيد، حيث أمسك بمقبض باب القطار ثم اختفى تحته؛ فقام ركاب بالقطار بإبلاغ النجدة.
وأمرت النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم واستجوبته؛ فأنكر الاتهام المنسوب إليه، وادعى أن القطار توقف ثم بدأ في السير قبل قفز المجني عليهما بسرعة منخفضة، وأنه حاول منعهما من ذلك.
وأثارت قضية حادث "قطار الإسكندرية - الأقصر" حالة من السخط لدى الرأي العام في مصر، وأكد عدد من الأهالي أن قفْز الشابين من القطار يعد كارثة، خاصة عندما يصبح مسؤول القطار "بلطجيّاً" بلا رحمة، ولا معرفة بالقوانين ولوائح السكك الحديدية.وأكد آخرون أن الحادث ليس الأول، وأن كثيراً من طلاب الجامعات ومواطنين تعرضوا للحبس بسبب غرامات تذاكر السكك الحديدية.