وحتى الآن لم يعثر إلا على قطعة من جناح الطائرة في يوليو/ تموز الماضي، وأكدت السلطات أنها من حطام الطائرة المفقودة وهي من طراز بوينغ بي.إيه.إن 777.
وعثر مغامر أميركي الأسبوع الماضي على قطعة حطام على ساحل أفريقيا الشرقي في موزامبيق. وسيرسل المسؤولون تلك القطعة إلى أستراليا للفحص.
وقال وزير النقل الماليزي ليو تيونغ لاي في بيان: "حالياً ننتظر التحقق من قطعتين أخريين من الحطام اكتشفتا مؤخراً في موزامبيق وجزيرة ريونيون على التوالي"، مضيفاً أن فريق التحقيق في الحادث سيصدر تقريراً مؤقتاً غداً الثلاثاء، الموافق ذكرى مرور عامين على اختفاء الطائرة.
من جهتهم، تقدم أقرباء 12 صينيا من ركاب الطائرة الماليزية بشكايات، اليوم الإثنين في بكين ضد شركة الطيران عشية الذكرى الثانية لاختفاء الطائرة وانتهاء المهلة القانونية لهذا الإجراء.
وتجمع أقرباء ركاب الطائرة في مكتب صغير في محكمة قضايا السكك الحديد المكلفة بملف الرحلة ام-اتش370 وكان بعضهم يبكي، وسلموا الموظفين الوثائق اللازمة.
وهذه الشكايات مرفوعة ضد شركة الطيران الماليزية ومجموعة بوينغ المنتجة للطائرة وشركة رولس رويس المصنعة للمحرك وكذلك شركات تأمين.
ويمهل القانون الدولي العائلات سنتين لرفع دعوى في قضايا حوادث الطيران، وهذا ما فعلته العائلات رغما عنها.
لكن العائلات الصينية "يمزقها حزن عميق" جراء قرار اللجوء إلى القضاء، كما قال المحامي جانغ تشيهواي من مكتب لانبينغ للمحاماة، الذي يمثل مجموعة المدعين.
وأوضح أن كثيرين من أقرباء الصينيين المفقودين ما زالوا، على الرغم من تقديمهم الشكوى، مقتنعين بأنهم على قيد الحياة ومحتجزون بالقوة في مكان ما رغم العثور مؤخرا على قطعة من الطائرة في جزيرة لا ريونيون وقطع حطام قد تكون تلك التي في موزامبيق.
وقال المحامي نفسه "إنهم يعتقدون أنهم إذا قبلوا التعويضات، فإن شركة الطيران يمكنها أن ترفض تحمل أي مسؤولية في وقت لاحق وتتنصل مما حدث وينسى كل شيء".
وتابع أن التعويضات المطلوبة تتراوح بين 152 ألف دولار و1,07 مليون دولار للراكب، حسب السن والدخل.
وأضاف "في البداية لم يكن كثيرون يريدون رفع دعوى ويفضلون الانتظار. لكن بتحديد موعد مهلة لم يعد لديهم خيار آخر، إذ إن فقدان الحق في الادعاء سيكون مؤلما جدا".
وقال عدد من مكاتب المحاماة الأميركية والماليزية والأسترالية والصينية إنها بدأت دعاوى قضائية باسم أقرباء مفقودين.
وتدير أستراليا عمليات البحث في جنوب المحيط الهندي في أعماق منطقة تبلغ مساحتها 120 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة سويسرا. وتأمل العائلات الآن من القضاء الرد على بعض التساؤلات.
لكن كثيرين يتحفظون على التفاوض حول تعويضات بينما لم يتوصل التحقيق إلى أي نتيجة حتى الآن، معتبرين أن هذه المبالغ ستكون "فدية مقابل حياة" أفراد عائلتهم.
وقالت غاو شيانينغ (65 عاما) التي فقدت ابنتها وصهرها وابنتهما في الطائرة "اخترت بدء ملاحقات ليعيدوا لي ابنتي سالمة".
وأضافت "إنني واثقة من أن الطائرة لم تتحطم في المحيط الهندي بل هبطت في مكان ما، وابنتي في أمان".
وأوضحت أنها لن تقر بموت أقربائها إذا لم يعثر على جثثهم. وقالت "أريد الحقيقة. أين الطائرة؟ أين الركاب؟".
وقال جانغ إن مهلة السنتين تشكل ضغطا كبيرا على موكليه.
ورأت غاو من جهتها أن المهلة "جائرة وتعسفية وتسبب صدمة نفسية قوية"، معتبرة أنها يجب ألا تطبق خصوصا في قضية تشكل لغزا كهذه.
وأضافت وهي تمسح دموعها إن "موعد الثامن من آذار/مارس الجاري يشكل طعنة جديدة".
واختفت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية في الثامن من مارس/ آذار 2014 وهي في طريقها من كوالالمبور إلى بكين، وعلى متنها 239 من الركاب وأفراد الطاقم وأغلبهم صينيون. ويعد الحادث من أكثر ألغاز حوادث الطيران غموضا.وكانت أستراليا، التي تقود عمليات البحث عن الطائرة في المحيط الهندي، قد ذكرت أنها ستنجز عملياتها هذه بحلول يوليو/تموز المقبل، إذا لم يتم العثور على الطائرة في المنطقة المحددة التي يمكن أن يكون حطام الطائرة فيها.