في أحد المتاجر الكبرى في بغداد، تختار امرأتان عراقيّتان شجرة مناسبة لعيد الميلاد الذي يحلّ بعد أسبوع. تحتاران في حين تنتظر البائعة الشابة قرارهما لتوضّب لهما شجرتهما وزينتها.
على بعد نحو 160 كيلومتراً من بغداد، في محافظة الأنبار الواقعة غربيّ البلاد، وبالتزامن مع حيرة المرأتَين، كانت عشرات العائلات العراقية النازحة تعود إلى ديارها في قضاء عنة بعد تحريره من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). تعود العائلات في حين أنّ زينة عيد الميلاد ليست في حساباتها.
في السياق، أفاد قائم مقام قضاء عنة، سعيد فياض، في تصريح صحافي أمس، بأنّهم أنهوا المعاملات الخاصة بعودة عشرات العائلات التي تضمّ نحو ألف نازح، إلى ديارها في المنطقة المحرّرة من سيطرة "داعش". وإذ قال فياض إنّ العائلات النازحة من عنة مستمرّة في العودة، أوضح أنّ أقلّ من 200 عائلة عادت حتى الآن، معيداً تأخّر العائلات الأخرى إلى رغبة كثيرين من الأهالي في استكمال أولادهم موسمهم الدراسي الحالي حيث يستقرّون، أو على أقلّ تقدير حتى منتصف ذلك الموسم. ولفت فياض إلى أنّ العائلات العائدة حتى الآن كانت تقطن في مخيّم مجمّع العامرية أو مدينة الحبانية في الأنبار.
وكان قضاء عنة قد تحرّر بالكامل من سيطرة "داعش" في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي. ويؤكّد فياض أنّ المناطق السكنية في القضاء جرى تطهيرها بالكامل من العبوات الناسفة والمتفجّرات التي خلّفها التنظيم وراءه، موضحاً أنّ ظروف تأمين عودة النازحين باتت مكتملة الشروط.