أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مرسوماً ثانياً بالعفو عن 6294 سجينا في الحق العام، ليرتفع عدد المُعفى عنهم، خلال فبراير/شباط الجاري، إلى نحو 10 آلاف سجين، في قرار يُعد الأكبر من نوعه في تاريخ البلاد.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أن "رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وقّع على مرسوم رئاسي تضمّن إجراءات عفو عن مجموعة ثانية من الأشخاص المحكوم عليهم نهائيا، عددهم 6294 شخصا، الذين يساوي ما تبقى من عقوبتهم 18 شهرا أو يقل عنها".
وبهذا القرار، يبلغ مجموع المحبوسين الذين استفادوا من إجراءات العفو، بمقتضى المرسومين الرئاسيين الحالي والسابق الصادر في أول فبراير/شباط الجاري، 9765 شخصا، بحسب البيان.
وكان مرسوم العفو السابق الصادر في أول فبراير/شباط، يخص 3471 سجينا تبلغ عقوبتهم 6 أشهر أو أقل، وقد غادروا السجون، وفق مراسل وكالة الأناضول.
واستثنى المرسومان الرئاسيان، حسب الرئاسة، "الأشخاص المحكوم عليهم في قضايا ارتكاب جرائم الإرهاب والخيانة والتجسس والقتل والمتاجرة بالمخدرات والهروب وقتل الأصول والتسميم، وجنح وجنايات الفعل المخل بالحياء مع أو بغير عنف على قاصر والاغتصاب وجرائم التبديد العمدي واختلاس الأموال العامة، وكل جرائم الفساد المالي".
ولم يشر البيان إلى ما إذا كان القرار يشمل سجناء أوقفوا في مظاهرات الحراك الشعبي قبل أشهر، وتمت محاكمتهم وصدرت بحق بعضهم أحكام بالسجن تتراوح بين 6 و18 شهرا، وفق ما ذكرت "الأناضول".
غير أن قائمة التهم المستثناة من العفو الرئاسي لا تشمل التهمة التي وُجهت لمتظاهرين من الحراك، وهي "تهديد الوحدة الوطنية" بعد رفع رايات غير العلم الوطني، في إشارة إلى الراية الأمازيغية.
ويعد إطلاق سجناء الحراك أهم مطلب للمتظاهرين وعدة منظمات وأحزاب في الأسابيع الأخيرة، حيث يعتبره البعض بمثابة أحد شروط نجاح الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لتجاوز الأزمة.
ويعتبر قرار العفو عن هذا العدد من السجناء الأكبر في تاريخ الجزائر، حيث دأب رؤساء البلاد سابقا على إصدار مراسيم مماثلة لكن في المناسبات الوطنية والدينية وعلى دفعات محدودة.
ويتيح الدستور الجزائري لرئيس الجمهورية إصدار عفو بحق الأشخاص المحكوم عليهم نهائياً بعقوبة سالبة للحرية ونافذة ، والذين ليست لديهم سوابق قضائية.
ويعتقد مراقبون أن قرارات العفو هي بالأساس استدراكية، لكون الجزائر لم تشهد قرارات عفو في ذكري عيدي الاستقلال شهر يوليو/تموز الماضي والثورة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكون رئيس الدولة السابق عبد القادر بن صالح لم تكن له صلاحية إصدار عفو، لكونها صلاحية حصرية للرئيس المنتخب.