كشفت دراسة مشتركة، أجراها باحثون من كلية طب وايل كورنيل في قطر والجمعية القطرية للسكري، أن قرابة 4.2 في المئة من طلاب المرحلة الثانوية القطرّين مصابون بحالة ما قبل السكري، وأن نحو نصف طلاب وطالبات عينة الاستبيان مصابون بالبدانة.
وشملت الدراسة أربع مدارس مستقلة في قطر، فيما شملت عينة الدراسة ما مجموعه 1694 طالباً وطالبة من الفئة العمرية من 11 إلى 18 عاماً. منهم 988 طالباً وطالبة قطريون، فيما ينتمي معظم طلاب العينة الآخرين إلى عدد من بلدان الشرق الأوسط. مشيرة إلى أن قرابة نصف طلاب وطالبات عينة الاستبيان مصابون بالبدانة، بنسبة تصل إلى 46 في المئة من البنين و44 في المئة من البنات.
وكانت دراسة مسحية أجرتها الجمعية القطرية للسكري، عام 2012، أظهرت أن نسبة انتشار المرض في قطر بلغت 16.7 في المئة، فيما بلغت نسبة الأطفال المصابين بالمرض 23 لكل 100 ألف طفل.
وحذر الاتحاد الدولي لمرض السكري من أن ربع القطريين معرضون للإصابة بمرض السكري مع حلول العام 2030، جراء انتشار العادات الغذائية غير الصحية، وعلى رأسها الوجبات السريعة، إضافة إلى قلة الحركة، التي تؤدي إلى السمنة، والتي تعتبر مؤشراً إلى قرب الإصابة بالسكري.
ويُقصد بحالة ما قبل السكري المرحلة التي تتجاوز فيها نسبة السكر بالدم المستويات الطبيعية المقبولة، غير أنها لم تصل بعد إلى حد الإصابة بداء السكري.
وتكمن أهمية الدراسة الجديدة في أن الباحثين تمكنوا من تحديد العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بحالة ما قبل السكري، وقد تسهم هذه المعرفة في تعزيز الوقاية من المرض، حيث استعانت الدراسة باستبيان لجمع المعلومات الديموجرافية والصحية، منها أطوال وأوزان طلاب عينة الدراسة ومقدار التمارين البدنية التي يمارسونها وأنماط حياتهم اليومية.
وبعد جمع المعلومات اللازمة وتحليلها، تبيَّن أن 4.2 في المئة من الطلاب الذين شملتهم الدراسة مصابون بحالة ما قبل السكري. لكن المرض بين البنين أكثر انتشاراً منه بين البنات، إذ بلغ عدد الطلاب المصابين به 56 من أصل 974 طالباً، بينما بلغ عدد الطالبات المصابات به 15 من أصل 720 طالبة. وتبين أن بين عوامل الإصابة بالمرض، أن يكون أحد الأبوين مصاباً بالسكري، وأن تكون نسبة الخصر إلى الطول أكثر من 0.5.
وتسعى الجمعية القطرية للسكري إلى تقليص نسب الإصابة بالسكري عبر تنظيم برامج الوقاية أو برامج التدخل المبكر لتأخير الإصابة بداء السكري، أما بالنسبة للأطفال المصابين بداء السكري فتنفذ الجمعية العديد من البرامج الرامية لتأخير حدوث المضاعفات المترتبة على المرض، منها مخيم البواسل السنوي للأطفال المصابين بالسكري، والذي يهدف إلى تقديم سبل مبتكرة لرعاية المرضى، وتقديم كل جديد ومفيد عن مرض السكري من معلومات، والتي من شأنها أن تساعد المرضى على فهم واقع المرض وسبل العيش معه والالتزام بتقديم الرعاية السليمة، وإكسابهم بعض المهارات التي تجعلهم قادرين على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، وتدريبهم على أنماط غذائية صحية.
وحسب الدراسة فإن التمارين البدنية المنتظمة والحمية الغذائية المتوازنة والمغذية تشكل عاملاً مؤثراً في الوقاية من النوع الثاني من داء السكري أو تقليص مضاعفاته في حال الإصابة به.