وتقدّمت مسيرات الرباط والدار البيضاء وطنجة وغيرها من جهات المملكة وجوها نقابية وسياسية، ونشطاء في مجال التربية والتعليم، رفعوا شعارات تطالب بالتراجع عن قرار إلغاء مجانية التعليم بالبلاد، وتحذر من تبعات الواقع المزري الذي تعيشه المدرسة العمومية.
وقال عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إحدى النقابات التي دعت إلى المسيرات، وهي النقابة الوطنية للتعليم العالي، والاتحاد المغربي للشغل، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إن هذه المسيرات بداية لاحتجاجات مستقبلية ضد ضرب مجانية التعليم العمومي في المغرب.
وأضاف النقابي ذاته، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن توصية المجلس الأعلى للتعليم، والتي تمهد لقرار سيصادق عليه البرلمان، تنسف دعائم المدرسة العمومية بالمغرب، والتي عرفت منذ البداية بكونها مجانية، معتبرا أن فرض رسوم على الدراسة يعني إقصاء أبناء الفقراء، ودفعهم إلى مغادرة مقاعد الدراسة، ما سينتج جيلا من المهمشين والمقصيين".
ورأى الزاير أن إلغاء مجانية التعليم لا يعني سوى إفقار الفقير أكثر مما هو عليه الحال، وذلك لمسوغات مالية تتعلق بالميزانية العامة للدولة، منتقدا ما سمّاه تملص الحكومة من كلفة الخدمات العمومية المتعلقة بالتعليم والصحة خصوصا"، داعيا إلى صياغة مخطط شامل وناجع يعالج أعطاب المنظومة التعليمية بالمغرب.
ورفع محتجون شعارات تطالب بحماية المدرسة العمومية من المخاطر التي تحدق بها، وبإنقاذها من "حالة التخبط" التي تعيش في براثنها، وحملوا لافتات تنعى المنظومة التربوية والتعليم بالبلاد، وتدعو إلى تضافر الجهود من أجل صون حق الفقراء في تعليم مجاني وجاد ومنصف للجميع.
ودعت النقابات التعليمية المواطنين والمواطنات إلى "مساندة كل الوقفات والمعارك النضالية والإضرابات التي تقودها القوى الحية والديمقراطية بالبلاد، من أجل التصدي لجميع المشاريع التخريبية التي تستهدف المدرسة العمومية، من قبيل إلغاء مجانية التعليم".