كشف تقرير إحصائي لجهاز الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية أن 17 مواطناً فلسطينياً فقدوا حياتهم، بوفاة غير طبيعية خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، ما شكل ارتفاعاً ملحوظاً عن ذات الفترة من العام الماضي.
ووفق التقرير الإحصائي، فإن 7 فلسطينيين قُتلوا وأصيب نحو 350 آخرين في شجارات وقعت خلال شهر رمضان المنصرم وأيام عيد الفطر، ما شكل ارتفاعاً ملحوظاً في عدد جرائم القتل والإصابات بنسبة وصلت إلى 42 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي، كما لقي 7 مواطنين فلسطينيين آخرين حتفهم في حوادث سير، و3 آخرين فقدوا أرواحهم في حوادث أخرى، خلال الفترة ذاتها.
وأكد المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات لـ"العربي الجديد"، أن محافظات الضفة الغربية بمدنها وقراها ومخيماتها شهدت مئات الشجارات بمعدل يفوق 15 شجاراً في اليوم الواحد، واستخدم فيها الرصاص والأدوات الحادة، ونتج عنها مقتل سبعة فلسطينيين.
وأوضح ارزيقات أن بعض الشجارات امتدت لتطاول حرق منازل ومحال تجارية وإغلاق طرق، ما استوجب تدخل قوات مشتركة من الأجهزة الأمنية للسيطرة عليها وإعادة الهدوء وملاحقة الفاعلين، مشيراً إلى أن متابعة الأحداث الميدانية كانت تتم من خلال غرفة العمليات الميدانية التي ضمت ممثلين عن كافة قوى الأمن الفلسطيني.
شجارات
وتعود الشجارات غالباً لأسباب بسيطة، كان يمكن التغلب عليها بكل سهولة، إذ يوضح ارزيقات أن "الأسباب المفضية للشجارات تتلخص في خلافات بين أطفال أو بسبب مكان وقوف مركبة، وخلافات بين شبان تتطور لشجارات كبيرة تتدخل فيها العائلة بكاملها، ما ينتج عنها قتل وإصابات وأضرار بالممتلكات والمنازل وترويع الأطفال والنساء والشيوخ".
وعن تعامل الأمن مع هذا الارتفاع الملحوظ، شدد ارزيقات على أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على 310 أشخاص شاركوا في هذه الشجارات والاعتداءات.
"النظارات" ممتلئة
وكشف مصدر أمني فضل عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد" أن اكتظاظاً غير مسبوق تشهده مراكز التوقيف والاحتجاز "نظارات الشرطة"، التي لم تعد تقوى على استقبال المزيد من الموقوفين، وتعمد إلى نقل بعضهم إلى محافظات أخرى.
وألمح المصدر إلى دور مجتمعي لعبته الشرطة الفلسطينية من خلال إنهاء العشرات من الخلافات في مكان حدوثها قبل نقل الملف إلى النيابة العامة، وأن الشرطة استعانت بأهل "الحل والعقد"، ورجالات العشائر والعائلات لتأثيرهم الملحوظ في تهدئة الخواطر، وإنهاء النزاعات بسرعة أكبر.
مناطق ج
وتبدو مهمة الأمن الفلسطيني معقدة أكثر، في المناطق المصنفة "ج" في الضفة الغربية والخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وهناك تكثر الخلافات والشجارات بين المواطنين، التي تستخدم بها "الأسلحة النارية"، كما جرى قبل أسبوعين في المنطقة المعروفة بـ"H2" في الخليل، وهي خاضعة لسيطرة إسرائيلية تامة، حيث وقع تبادل لإطلاق النار بالرشاشات الثقيلة لثلاثة أيام بين عائلتين فلسطينيتين.
وتحتاج الأجهزة الأمنية لموافقة إسرائيلية للوصول إلى تلك المناطق، كما أن المتسببين بشجار قد يفرون إلى أراضي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
حوادث السير
نزيف الدم الفلسطيني لم يقتصر على الشجارات، فحوادث السير أو الحوادث الأخرى تسببت هي الأخرى بوفاة 10 مواطنين خلال شهر رمضان وأيام العيد.
وكان من أسباب الوفاة غير الطبيعية، إضافة إلى حوادث السير، الانتحار أو السقوط في بئر مياه، أو سقوط مركبة على أحد الأشخاص.
وذكرت إدارة العلاقات العامة والإعلام بالشرطة، أن إدارة شرطة المرور سجلت في الأسبوع الأخير، 257 حادث سير، نتج عنها مصرع 3 أشخاص وإصابة 231 آخرين، وفقد ثلاثة فلسطينيين أرواحهم في الفترة ذاتها نتيجة حوادث فردية.