وقال الأستاذ الجامعي في "إمبيريال كوليدج" في لندن نيل فيرغسون، في تصريح لـ"بي بي سي" صباح اليوم الأحد، إن انتشار عدوى فيروس كورونا قد يكون على وشك الانحسار. ويعدّ فيرغسون أحد استشاريي الحكومة الأكاديميين الذين ساهموا في تشكيل استجابتها للتعامل مع انتشار كوفيد 19.
إلا أن المؤشرات التي يتحدث عنها فيرغسون لا تشمل أعداد الوفيات، وإنما تقتصر على الحالات التي تدخل المستشفيات. وأشار إلى أن هذه الأعداد قد تراجعت بشكل طفيف، أخيراً. وقال "لم نصل إلى مرحلة تأجيل ذروة الانتشار بعد ولكن معدل انتقال العدوى قد تراجع".
واستدرك بالقول إن البيانات المتوفرة ليست كاملة بسبب النقص في الفحوص الطبية للكشف عن الفيروس. وتعهدت حكومة بوريس جونسون بتوفير الملايين من الفحوص الطبية الكاشفة عن الفيروس في الأيام القليلة المقبلة.
غير أن هاريس كانت قد حذرت من أن إجراءات العزل التام المطبقة حالياً في بريطانيا قد تستمر لثلاثة أشهر قبل أن يتم رفعها. ولكنها أشارت إلى أن الرفع الكلي لهذه المعايير قد يؤدي إلى ارتفاع في الإصابات في مراحل لاحقة.
وقالت "يجب ألا نعود فوراً لنمط حياتنا الطبيعي. فذلك يحمل نوعاً من الخطورة. إذا رفعنا هذه القيود، فإن جميع جهودنا ستذهب سدى وسنواجه قفزة جديدة في الإصابات".
وأضافت "لذلك، مع مرور الوقت، وربما في الأشهر الستة المقبلة، سنرى كيف تتطور الأمور. يجب أن نبقي على سقف الاختلاط الاجتماعي ومن ثم نأمل بأن نقوم تدريجياً بتعديل معايير التباعد الاجتماعي والعودة إلى الحياة الطبيعية".
وأوضحت "لا يعني ذلك أننا سنكون في إغلاق تام لستة أشهر، ولكن على الجميع أن يكونوا مسؤولين جداً والاستمرار بما نقوم به حالياً، حتى نتمكن من رفع القيود الحالية تدريجياً لكي تعود الحياة إلى طبيعتها".
وتأتي تحذيرات هاريس بعد أن حذر الوزير في حكومة جونسون، مايكل غوف، البريطانيين للاستعداد لفترة مطولة من الإغلاق التام، ومن احتمال تدهور الأمور قبل أن تتجه إلى التحسن من جديد.
وبالتالي، قد تعلن الحكومة البريطانية عن تمديد فترة الإغلاق التام التي أعلن عنها جونسون الاثنين الماضي، والتي حددها بثلاثة أسابيع. ويعني ذلك أن المدارس والجامعات ستظل مغلقة حتى بداية السنة الدراسية المقبلة في سبتمبر/أيلول.
وقال غوف على شاشة "بي بي سي"، مساء الأحد، إن فترة الإغلاق التام ستكون محكومة بمدى فاعليتها في تخفيض أعداد المصابين، مشيراً في الوقت ذاته إلى إمكانية تمديدها إلى ما بعد 13 إبريل/نيسان، موعد مراجعة الاجراءات الحالية.
وأوضح أن "السبب الذي يدفعنا للقيام بهذه التضحيات هو أننا جميعاً نمتلك أحبة ويواجهون خطر الإصابة بالفيروس. لا يمكنني طرح تخمين دقيق لطول فترة الإغلاق، ولكن على الجميع التحضير للتعامل مع تمديد طويل الأمد لهذه الإجراءات".
إلا أن غوف أقر بأن بريطانيا أجرت فحوصاً أقل للكشف عن الإصابة بكورونا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا، والتي كانت أكثر فاعلية في تخفيض عدد الوفيات أيضاً. وقال "بالتأكيد الألمان كانوا ناجحين في إجراء الفحوص. وهناك دول أخرى تسرع في إجراءات الفحص". واستدرك "ولكننا نسارع في عملنا أيضاً في بريطانيا".
أما وزير الصحة مات هانكوك، الذي يمارس مهامه من الحجر الصحي بعد الكشف عن إصابته بكورونا، فقد قال على تويتر، يوم الأحد، إن "الحكومة ماضية في تعهدها باجراء 10 آلاف فحص كاشف عن الإصابة بكورونا يومياً".
وكانت حكومة جونسون قد تعهدت سابقاً برفع قدراتها على إجراء الفحوص الكاشفة إلى 25 ألفا يومياً، بأسرع وقت ممكن.