رفض استقبال المهاجرين في ألمانيا لا يأتي فقط من جماعات يمينية، بل من مهاجرين آخرين قدامى يعلنون أنّهم تعبوا كي يصلوا إلى البلاد، بينما يتسبب الوافدون الجدد بمشاكل لهم فيها
تتباين مواقف المهاجرين القدامى المقيمين في ألمانيا، منذ سنوات عديدة، تجاه المهاجرين الجدد. وترتسم لدى العديد منهم توقعات بعدم قدرة عدد كبير من المهاجرين الجدد البدء بحياة جديدة والاندماج في المجتمع الألماني. يأتي ذلك خصوصاً مع توافد أعداد هائلة من المهاجرين في الفترة الأخيرة.
ينقسم الألمان بين مؤيد لاستقبال المزيد من المهاجرين، خصوصاً الهاربين من ويلات الحرب في بلادهم، وبين من يرى في ذلك خطأ تاريخياً للمستشارة، أنغيلا ميركل، وسيكون له تأثير سلبي على مستقبل ألمانيا.
وكما الألمان فإنّ كثيراً من المهاجرين القدامى ينظرون إلى الوافدين الجدد نظرة سلبية، ويصفونهم بـ"المتطفلين"، ويعتبرون أنّ هذه الهجرة غير المقننة هي خطر على الدولة الألمانية. والجدير بالذكر أنّ العديد من المهاجرين القدامى انضموا إلى صفوف اليمين المتطرف، وحتى إلى المجموعات النازية.
يقول الخبير الاجتماعي فريدريش هيكمان: "حتى المهاجرون القدامى لهم أحكام مسبقة تجاه الوافدين الجدد". ويعتبر هيكمان أنّ هناك مخاوف من المنافسة في العمل والملكية لدى المهاجرين المستقرين، الذين يخشون أن يشكل الوافدون الجدد تهديداً للاستقرار الذي ينعمون به. ويشير إلى أنّ "قسماً كبيراً من المهاجرين القدامى يعتبرون المهاجرين الجدد كسالى، وأنّهم يريدون أن يأخذوا كلّ شيء من دون أن يقدموا شيئاً مقابل المعروف الذي يقدَّم إليهم".
وكانت صحيفة "ڤيلت أم زونتاغ" الألمانية قد نشرت تقريراً قالت فيه إنّ 40% من الألمان من أصول أجنبية طلبوا من ألمانيا الحد من تدفق المهاجرين".
كذلك، يعتبر عدد من المهاجرين القدامى أنّ المشكلة تكمن في أنّ كثيرين جاؤوا دفعة واحدة، وأنّ من بين هذه الوفود التي دخلت العديد من الأشخاص الذين يريدون نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، ولا يلتزمون بالقوانين، وهذا يسيء للمهاجرين المقيمين ويؤثر على حياتهم اليومية وتعاملهم مع محيطهم. فمثلاً، بات لدى بعض الفتيات المحجبات في الفترة الأخيرة انطباع حول تزايد الكره والعداء تجاههن بسبب ارتدائهن الحجاب. وكذلك، ازدادت المخاوف من تشويه صورة المسلمين بسبب الوافدين الجدد الذين تبلغ نسبة المسلمين من بينهم بحسب التقديرات نحو 80 في المائة. وهي مخاوف تبررها الأحداث الأخيرة التي تسبب بها عدد من المهاجرين في عدد من المدن الأوروبية، وكذلك الهجوم الذي تعرضت له النساء في محطة مدينة كولن الألمانية من عدد من المهاجرين.
اقــرأ أيضاً
بدورها، تقول شيدام أوزغور، وهي موظفة في شركة أدوية من أصول مهاجرة: "أصبح هناك خوف من تراجع الاندماج الاجتماعي والسياسي للمسلمين في ألمانيا، لأنّ المهاجرين الجدد لا يعرفون العادات والتقاليد في هذا البلد، ومنهم من يسيء التصرف، ويحتاج إلى وقت طويل كي يتأقلم في هذا المجتمع الجديد بالنسبة له من جميع النواحي".
أما سلافة، وهي سورية تعيش في ألمانيا، منذ عشرين عاماً، فتقول إنّها في الوقت الذي جاءت فيه إلى ألمانيا لم يكن الموضوع سهلاً، وعلى الرغم من أنّها تزوجت من شاب ألماني إلاّ أنها عانت سنوات حتّى تقبلها المجتمع من حولها، خصوصاً أنّها كانت تسكن في قرية صغيرة، وكانت المسلمة الوحيدة ولم تكن تتقن الألمانية. لكنّها كافحت حتى أصبح لديها مطعم صغير يرتاده الألمان. تعلق: "أنا تعبت حتى وصلت أما الوافدون الجدد فيقدم إليهم كلّ شيء على طبق من فضة. وعلى الرغم من ذلك، هم غير ممتنين. وهذا الأمر كما هو مزعج للألمان فهو كذلك بالنسبة لي أيضاً".
من جهته، يرى المهاجر من أصول عراقية ماجد أنّ "الوافدين الجدد يأتون إلى ألمانيا طمعاً بالمساعدات الاجتماعية التي تقدمها الدولة، ويرغبون بالحصول على المال من دون تعب، حتّى أنّ منهم من لا يعير أيّ اهتمام للمجتمع من حوله ووجوب احترامه". يضيف: "أنا كألماني من أصول مهاجرة أحترم المجتمع الذي أعيش فيه وقيمه وطريقة عيش أهله وتفكيرهم، وأحترم نظامهم. أما المهاجرون الجدد فيرغبون بفرض عاداتهم وتقاليدهم على الألمان ويعتبرون ألمانيا محطة لتعبئة الجيوب بالنقود".
أكثر ما يثير عدداً من المهاجرين القدامى ضد المهاجرين الجدد معاناتهم كي تكون لهم حياة في ألمانيا من دون أن تقف معهم كلّ هذه الجمعيات لتدافع عن حقوقهم كما تدافع عن المهاجرين الجدد. بل كانت الطريق طويلة أمامهم حتى استطاعوا الاستقرار.
اقــرأ أيضاً
تتباين مواقف المهاجرين القدامى المقيمين في ألمانيا، منذ سنوات عديدة، تجاه المهاجرين الجدد. وترتسم لدى العديد منهم توقعات بعدم قدرة عدد كبير من المهاجرين الجدد البدء بحياة جديدة والاندماج في المجتمع الألماني. يأتي ذلك خصوصاً مع توافد أعداد هائلة من المهاجرين في الفترة الأخيرة.
ينقسم الألمان بين مؤيد لاستقبال المزيد من المهاجرين، خصوصاً الهاربين من ويلات الحرب في بلادهم، وبين من يرى في ذلك خطأ تاريخياً للمستشارة، أنغيلا ميركل، وسيكون له تأثير سلبي على مستقبل ألمانيا.
وكما الألمان فإنّ كثيراً من المهاجرين القدامى ينظرون إلى الوافدين الجدد نظرة سلبية، ويصفونهم بـ"المتطفلين"، ويعتبرون أنّ هذه الهجرة غير المقننة هي خطر على الدولة الألمانية. والجدير بالذكر أنّ العديد من المهاجرين القدامى انضموا إلى صفوف اليمين المتطرف، وحتى إلى المجموعات النازية.
يقول الخبير الاجتماعي فريدريش هيكمان: "حتى المهاجرون القدامى لهم أحكام مسبقة تجاه الوافدين الجدد". ويعتبر هيكمان أنّ هناك مخاوف من المنافسة في العمل والملكية لدى المهاجرين المستقرين، الذين يخشون أن يشكل الوافدون الجدد تهديداً للاستقرار الذي ينعمون به. ويشير إلى أنّ "قسماً كبيراً من المهاجرين القدامى يعتبرون المهاجرين الجدد كسالى، وأنّهم يريدون أن يأخذوا كلّ شيء من دون أن يقدموا شيئاً مقابل المعروف الذي يقدَّم إليهم".
وكانت صحيفة "ڤيلت أم زونتاغ" الألمانية قد نشرت تقريراً قالت فيه إنّ 40% من الألمان من أصول أجنبية طلبوا من ألمانيا الحد من تدفق المهاجرين".
كذلك، يعتبر عدد من المهاجرين القدامى أنّ المشكلة تكمن في أنّ كثيرين جاؤوا دفعة واحدة، وأنّ من بين هذه الوفود التي دخلت العديد من الأشخاص الذين يريدون نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، ولا يلتزمون بالقوانين، وهذا يسيء للمهاجرين المقيمين ويؤثر على حياتهم اليومية وتعاملهم مع محيطهم. فمثلاً، بات لدى بعض الفتيات المحجبات في الفترة الأخيرة انطباع حول تزايد الكره والعداء تجاههن بسبب ارتدائهن الحجاب. وكذلك، ازدادت المخاوف من تشويه صورة المسلمين بسبب الوافدين الجدد الذين تبلغ نسبة المسلمين من بينهم بحسب التقديرات نحو 80 في المائة. وهي مخاوف تبررها الأحداث الأخيرة التي تسبب بها عدد من المهاجرين في عدد من المدن الأوروبية، وكذلك الهجوم الذي تعرضت له النساء في محطة مدينة كولن الألمانية من عدد من المهاجرين.
بدورها، تقول شيدام أوزغور، وهي موظفة في شركة أدوية من أصول مهاجرة: "أصبح هناك خوف من تراجع الاندماج الاجتماعي والسياسي للمسلمين في ألمانيا، لأنّ المهاجرين الجدد لا يعرفون العادات والتقاليد في هذا البلد، ومنهم من يسيء التصرف، ويحتاج إلى وقت طويل كي يتأقلم في هذا المجتمع الجديد بالنسبة له من جميع النواحي".
أما سلافة، وهي سورية تعيش في ألمانيا، منذ عشرين عاماً، فتقول إنّها في الوقت الذي جاءت فيه إلى ألمانيا لم يكن الموضوع سهلاً، وعلى الرغم من أنّها تزوجت من شاب ألماني إلاّ أنها عانت سنوات حتّى تقبلها المجتمع من حولها، خصوصاً أنّها كانت تسكن في قرية صغيرة، وكانت المسلمة الوحيدة ولم تكن تتقن الألمانية. لكنّها كافحت حتى أصبح لديها مطعم صغير يرتاده الألمان. تعلق: "أنا تعبت حتى وصلت أما الوافدون الجدد فيقدم إليهم كلّ شيء على طبق من فضة. وعلى الرغم من ذلك، هم غير ممتنين. وهذا الأمر كما هو مزعج للألمان فهو كذلك بالنسبة لي أيضاً".
من جهته، يرى المهاجر من أصول عراقية ماجد أنّ "الوافدين الجدد يأتون إلى ألمانيا طمعاً بالمساعدات الاجتماعية التي تقدمها الدولة، ويرغبون بالحصول على المال من دون تعب، حتّى أنّ منهم من لا يعير أيّ اهتمام للمجتمع من حوله ووجوب احترامه". يضيف: "أنا كألماني من أصول مهاجرة أحترم المجتمع الذي أعيش فيه وقيمه وطريقة عيش أهله وتفكيرهم، وأحترم نظامهم. أما المهاجرون الجدد فيرغبون بفرض عاداتهم وتقاليدهم على الألمان ويعتبرون ألمانيا محطة لتعبئة الجيوب بالنقود".
أكثر ما يثير عدداً من المهاجرين القدامى ضد المهاجرين الجدد معاناتهم كي تكون لهم حياة في ألمانيا من دون أن تقف معهم كلّ هذه الجمعيات لتدافع عن حقوقهم كما تدافع عن المهاجرين الجدد. بل كانت الطريق طويلة أمامهم حتى استطاعوا الاستقرار.