"حين سمعت عن كارثة المجاعة التي ضربت أهلنا في تهامة، توجهت سراً إليها وشكلت فريقاً من أربعين مشاركاً. أجرينا مسحاً ميدانياً، وأعددنا قاعدة بيانات بالأسر المتضررة من سوء التغذية والجفاف شمل 523 أسرة. ثم بدأنا في تزويدهم بالحليب والتمور وغيرها من الأغذية وبالأدوية والمساعدات النقدية". هذا الكلام فحوى إحدى المبادرات الفردية للضابط اليمني جلال الصياد وأصدقائه، بعدما سمعوا أنّ الوضع الغذائي والصحي في تهامة (غرب) بات أسوأ مما هو في مدينة الصياد، تعز، التي تمزقها الحرب وتحاصر سكانها منذ نحو عامين.
يقول الصياد لـ "العربي الجديد": "حتى الآن، والحمد لله، تجاوزنا العدد الذي كنا نستهدفه، إلى أكثر من ألفي سلة غذائية بالإضافة إلى المساعدات النقدية والملابس والأحذية وأدوات المطبخ ومستلزمات نظافة الأطفال. نتوسع الآن باتجاه مديرية المخا التي تعاني فيها بعض القرى. وقد نتوجه شرقاً إلى مديريتي باجل والكدن".
مؤخراً، أعلن محافظ الحديدة عبد الله أبو الغيث محافظته منكوبة إنسانياً بدورها. ودعا الجميع إلى تقديم المساعدات العاجلة لسكانها الذين سحقتهم الحرب، ومعها سنوات التجاهل والفقر المزمن.
انطلق العديد من المبادرات الذاتية مؤخراً للتخفيف من سوء الوضع الإنساني والمعيشي الذي تدهور إلى مستويات غير مسبوقة مع تصاعد وتيرة الحرب في مناطق تهامة اليمنية (وهو إقليم يضم في اليمن عدن والحديدة وتعز والمخا، وفي السعودية العديد من المناطق بينها مكة المكرمة) في الوقت الذي انخفض فيه نشاط المنظمات الإغاثية لأسباب متعددة. وازداد عدد المبادرات الفردية تلقائيا حيال تلك التطورات للسعي إلى سد جزء من الفجوة الكبيرة في تأمين احتياجات الغذاء والخدمات الأساسية. والأخيرة ساءت أوضاعها أكثر مع استمرار حركة النزوح، والانهيار الاقتصادي، وانعدام مصادر الدخل.
اقــرأ أيضاً
يقول الصياد لـ "العربي الجديد": "حتى الآن، والحمد لله، تجاوزنا العدد الذي كنا نستهدفه، إلى أكثر من ألفي سلة غذائية بالإضافة إلى المساعدات النقدية والملابس والأحذية وأدوات المطبخ ومستلزمات نظافة الأطفال. نتوسع الآن باتجاه مديرية المخا التي تعاني فيها بعض القرى. وقد نتوجه شرقاً إلى مديريتي باجل والكدن".
مؤخراً، أعلن محافظ الحديدة عبد الله أبو الغيث محافظته منكوبة إنسانياً بدورها. ودعا الجميع إلى تقديم المساعدات العاجلة لسكانها الذين سحقتهم الحرب، ومعها سنوات التجاهل والفقر المزمن.
انطلق العديد من المبادرات الذاتية مؤخراً للتخفيف من سوء الوضع الإنساني والمعيشي الذي تدهور إلى مستويات غير مسبوقة مع تصاعد وتيرة الحرب في مناطق تهامة اليمنية (وهو إقليم يضم في اليمن عدن والحديدة وتعز والمخا، وفي السعودية العديد من المناطق بينها مكة المكرمة) في الوقت الذي انخفض فيه نشاط المنظمات الإغاثية لأسباب متعددة. وازداد عدد المبادرات الفردية تلقائيا حيال تلك التطورات للسعي إلى سد جزء من الفجوة الكبيرة في تأمين احتياجات الغذاء والخدمات الأساسية. والأخيرة ساءت أوضاعها أكثر مع استمرار حركة النزوح، والانهيار الاقتصادي، وانعدام مصادر الدخل.
كان عديد من الجمعيات الخيرية الوطنية قد توقف عن العمل، كما واجهت منظمات دولية عدداً كبيراً من المشاكل في المناطق التي تحتاج إلى دعم إنساني. وهو ما صنع حافزاً أخلاقياً للأفراد في اتجاه الاستجابة الإنسانية. من ضمن هؤلاء المبادرين هائل إبراهيم، وهو من أبناء محافظة الحديدة ومقيم في العاصمة صنعاء. درس جيداً توزيع المناطق الأكثر تأثراُ بموجة المجاعة، فتمكن من معرفة المجتمعات التي تحوز الأولوية في الاستهداف. وبذلك، استهدف مناطق محرومة أخرى غير مديرية التحيتا التي انهمرت عليها فجأة عشرات المبادرات الإغاثية بسبب خروج عشرات من الصور منها عن أهاليها وأعراض سوء التغذية واضحة على أجسادهم الهزيلة للغاية.
اليوم، يستغل إبراهيم كلّ إجازة نهاية أسبوع من أجل السفر الى مناطق الجوع لإيصال مواد الإغاثة التي اشتراها بتمويل من متبرعين، إلى مديريات منكوبة أخرى، بعضها لم تصلها أيّ مبادرات من قبل. يحصل إبراهيم على تبرعات غير كافية من زملائه الذين درس معهم في الجامعة وموظفي الشركة التي يعمل فيها، لكنها تتحسن مع الوقت. يستخدم لجمع التبرعات هاتفه وحساباته في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إبراز مدى الفقر السائد في هذه المناطق. يقول لـ "العربي الجديد": "هناك نمو إيجابي وتحسن مستمر في التبرعات والاستجابة الإنسانية خصوصاً بعد نشر ناشطين صور الفقراء في تهامة في وسائل التواصل".
يصف إبراهيم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة التهامية التي يغطيها بالغذاء المتكامل والدواء لنحو 1300 أسرة (نحو 6 آلاف شخص): "معظم الأسر تعيش على مجرد كسرة خبز وماء، لذلك فإنّ المنطقة تعاني من سوء تغذية وأمراض لعدم توافر غذاء متوازن. كذلك، يحتاج السكان إلى ماء الشرب إذ يتولى الأطفال جلبه من أماكن بعيدة في مهمة يومية مضنية".
أفضل من المنظمات الدولية
يقول سعيد عبده، القروي من مديرية المغلاف في الحديدة، إنّ أسرته لم تنل من المنظمات الإغاثية الدولية أبسط حاجاتها كالغذاء والماء، ولم تقدم لها سوى قطع الصابون وحفاضات الأطفال وبعض الأواني البلاستيكية. أما المبادرات الفردية فتهتم بالاحتياجات الغذائية الأساسية ما يمنع عنهم خطر الجوع.
اقــرأ أيضاً
اليوم، يستغل إبراهيم كلّ إجازة نهاية أسبوع من أجل السفر الى مناطق الجوع لإيصال مواد الإغاثة التي اشتراها بتمويل من متبرعين، إلى مديريات منكوبة أخرى، بعضها لم تصلها أيّ مبادرات من قبل. يحصل إبراهيم على تبرعات غير كافية من زملائه الذين درس معهم في الجامعة وموظفي الشركة التي يعمل فيها، لكنها تتحسن مع الوقت. يستخدم لجمع التبرعات هاتفه وحساباته في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إبراز مدى الفقر السائد في هذه المناطق. يقول لـ "العربي الجديد": "هناك نمو إيجابي وتحسن مستمر في التبرعات والاستجابة الإنسانية خصوصاً بعد نشر ناشطين صور الفقراء في تهامة في وسائل التواصل".
يصف إبراهيم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة التهامية التي يغطيها بالغذاء المتكامل والدواء لنحو 1300 أسرة (نحو 6 آلاف شخص): "معظم الأسر تعيش على مجرد كسرة خبز وماء، لذلك فإنّ المنطقة تعاني من سوء تغذية وأمراض لعدم توافر غذاء متوازن. كذلك، يحتاج السكان إلى ماء الشرب إذ يتولى الأطفال جلبه من أماكن بعيدة في مهمة يومية مضنية".
أفضل من المنظمات الدولية
يقول سعيد عبده، القروي من مديرية المغلاف في الحديدة، إنّ أسرته لم تنل من المنظمات الإغاثية الدولية أبسط حاجاتها كالغذاء والماء، ولم تقدم لها سوى قطع الصابون وحفاضات الأطفال وبعض الأواني البلاستيكية. أما المبادرات الفردية فتهتم بالاحتياجات الغذائية الأساسية ما يمنع عنهم خطر الجوع.