تسببت قوات أمن النظام السوري المنتشرة على الحواجز في مدينة دمشق، برسوب عدد من طلاب الثانوية العامة، بسبب اعتقالهم يوم الامتحان لإجبارهم على القيام بأعمال "سخرة".
"لم يعد شيء في هذا البلد مستحيلاً، كل شيء مباح، القوانين تسير على بعض هنا، وآخرون يفعلون ما يشاؤون، دون محاسبة"، بهذه الكلمات بدأت أم محمد حديثها مع "العربي الجديد" في اتصال من دمشق، واصفة الواقع بـ"الفاجعة".
وقالت أم محمد: "ولدي يدرس الثانوية العامة فرع العلمي في مدرسة الأندلس في حي البرامكة، ويوم الثلاثاء الموافق 30 مايو/ أيار الماضي، في أول أيام الامتحان ذهب باكرا إلى امتحانه، وكانت المادة المقررة يومها الفيزياء، وهو من الطلاب المجتهدين في صفه، ويحلم بدخول كلية الطب".
وتابعت "بعد انتهاء المدة المقررة للامتحان عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، لم يعد محمد إلى المنزل فانتابني القلق، وبدأت تراودني الشكوك لأن محمد لم يرد على اتصالاتي، فاتصلت بأحد زملاء ابني الذي أكد أن محمد لم يحضر إلى قاعة الامتحان".
نزلت أم محمد إلى الشارع تسأل عن ولدها، فأخبرها صاحب متجر قريب من حاجز قوات النظام في الحي، بأن الحاجز أوقف بعض الشبان ومن بينهم طلاب واعتقلهم.
انتظرت أم محمد مدة يومين دون الاتصال بأية جهة من النظام لمعرفة مصير ولدها، إلى أن تفاجأت بعودة محمد إلى المنزل. كان محمد محطماً وأخبرها بأن حاجز النظام اعتقله مع مجموعة من الطلاب وأخذهم من أجل حمل الأحجار وأكياس الرمل في منطقة لم يعرفها.
تجربة أخرى مماثلة رواها لـ"العربي الجديد"، عبد الله أمين، موضحاً أن النظام اعتقله وهو في طريقه إلى امتحان الفيزياء في الوقت نفسه الذي اعتقل فيه محمد، وكان معهم خمسة طلاب آخرين، في الثالث ثانوي فرع العلمي، وكان من المقرر أن يقدموا امتحانهم في مدرسة الأندلس بالبرامكة.
وأشار عبد الله إلى المعاملة السيئة التي تلقوها من عناصر الحاجز، والتي سببت زرع الخوف بينهم، لافتا إلى صمتهم طيلة مدة احتجزاهم للعمل "سخرة" في منطقة، أكد أنها منطقة القاعة التي تقع بين حي الزاهرة وحي مخيم اليرموك.
وعبّر عن أسفه وغضبه لأنه فقد سنة دراسية كاملة من عمره من أجل نقل الحجارة وأكياس الرمل، وقال: "عندما عدت إلى المنزل رأيت أهلي في حالة مزرية وأخبرتهم ما حدث، كانت والدتي تواسيني ببضع جمل مثل "الحمد لله عدت بخير، يلي عم يروح ما عم يرجع، بلاها البكالوريا السنه المهم سلامتك".
ويراقب عبد الله الطلاب أثناء ذهابهم إلى الامتحانات، ويقول "لو أخبروني لذهبت معهم بعد الامتحان حرام عليهم أن يضيعوا تعبي حرام".
ويرفض الطالب فوزي قطرميز الحديث مع "العربي الجديد"، إذ دخل في حالة اكتئاب ولم يصدق ما حصل معه وأن سنته دراسته ذهبت من دون جدوى.
ويذكر أن انتهاكات ترتكب بحق الطلاب في سورية في مناطق يسيطر عليها النظام السوري عموماً، وفي أحياء ركن الدين والمهاجرين في دمشق على وجه الخصوص، وفي مقدمتها اعتقال الطلاب بحجة "عمالة السخرة" أو عدم تأجيل الخدمة العسكرية.