الأزواج السعداء في زواجهم يتمتعون بصحة نفسية وجسدية أفضل من أقرانهم غير المستقرّين عاطفياً. هذا ما خلصت إليه دراسة أعدّها باحثون في جامعة ميسوري الأميركية عن العلاقات الإيجابية والسلبية، التي تؤثّر في الصحة خلال مراحل الزواج كلها.
بيّنت الدراسة أنّ الأشخاص المتزوّجين هم أقلّ عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة بالمقارنة مع الأرامل والمطلقين. كذلك، يمكن لـكبار السنّ الذين يعانون من اعتلال صحتهم أن يستفيدوا خصوصاً من نتائج الدراسة، من خلال تحسين حالتهم عن طريق محاولة جعل حياتهم الزوجية سعيدة.
في السياق نفسه، تقول كريستين برولكس وهي أستاذة مساعدة في قسم التنمية البشرية والدراسات الأسرية في جامعة ميسوري، إنّ "على الزوجين الإدراك أنّ الطريقة التي يعاملان بها بعضهما بعضاً وإنّ مدى توفير هذه العلاقة من سعادة، عنصران يؤثران على صحتهما العامة. لذا يجب أخذ العلاقة الزوجية في عين الاعتبار عند التفكير الجدي في الصحة". وتضيف: "غالباً ما نفكّر في الشيخوخة بوصفها حالة يمكننا علاجها طبياً بحبوب الدواء أو بـممارسة أكبر للرياضة. لكنّ الحقيقة هي أنّ العمل على تحسين الزواج قد يكون أكثر فائدة للصحة وإطالة للعمر". وتشدد على أنّ "بناء علاقات قوية بين الزوجين من شأنه أن يحسّن المعنويات والحالة العامة، ويقلل من الإجهاد والتعب والضغوط".
وترى برولكس أنّه "يتوجّب على الأطباء والاختصاصيين الصحيين الأخذ في عين الاعتبار العلاقات الشخصية للمرضى عند تصميم برامج تعزيز الصحة وخطط العلاج. وعليهم أن يدركوا أنّ مدى قوة الروابط الزوجية الخاصة بالمرضى قد تؤثر على صحتهم". فالدراسة تؤكد أنّ معدلات الالتزام بخطط العلاج قد تكون أعلى في حال ركّز الأطباء أكثر على دمج الأسر والأزواج في رعاية المرضى. وإذا كان الشريك يفهم مرض شريكه وكيفية التعامل معه في المنزل، وكان زواجهما قوياً متيناً، فإنّه لا شكّ في أنّ صحّة الشريك المريض سوف تتحسن بصورة كبيرة.
تجدر الإشارة إلى أنّ المشاركين في الدراسة بمعظمهم كانوا من العرق القوقازي الأبيض وقد تخطوا في تعليمهم الدراسة الثانوية، ويكسبون أكثر من 55 ألف دولار أميركي كدخل سنويّ لأسرهم في عام 2000. وتقول برولكس إنّه "نظراً إلى هذه الخصائص، كان للمشاركين على الأرجح بعض من الحماية في وجه التحديات الاقتصادية والصحية الزوجية التي عادة ما يواجهها الأشخاص من ذوي التعليم والدخل الأكثر انخفاضاً، أو من أعراق قد تكون مهمّشة أو تعاني من مشكلات تمييز قد تؤثر على نتائج الدراسة".