وقال المواطن الكردي، عماد الوندي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قذائف الهاون التي تتساقط على المناطق السكنية بين فترة وأخرى، أصبحت مثار قلق ورعب لدى الأهالي"، مبيناً أنّه "لا يكاد يمر يوم أو يومان حتى تسمع صوت القذائف في سماء خانقين وهي تسقط على المنازل السكنية وتقتل ساكنيها".
وأكد أنّ "هذه الحالة أصبحت مرعبة للأهالي، الذين لم يعتادوا على هذه المشاهد منذ سنوات عدّة"، مبيناً أنّ "بلدة خانقين كانت من البلدات الآمنة، خلال السنوات التي كانت قوات البشمركة توفر الحماية لها، وقد زال هذا الأمن مع دخول قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي".
وسيطر الجيش العراقي ومليشيات "الحشد الشعبي" على بلدة خانقين عقب استفتاء كردستان الذي جرى نهاية أيلول/سبتمبر من العام الماضي، بينما انسحبت منها قوات البشمركة.
من جهته، قال القيادي في حزب البارزاني، سالار حسن، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع الأمني في خانقين مرتبك جداً، في ظل استمرار عمليات القصف على الأهالي، والتي أوقعت العديد من القتلى والجرحى من المدنيين، فضلاً عن وجود حالات اغتيال طاولت العديد من الكرد، في ظل صمت وتكتم من قبل الأجهزة الأمنية"، مبيناً أنّ "الأهالي خرجوا عدّة مرات بتظاهرات واحتجاجات، للمطالبة بتوفير الأمن وتعزيزه بقوات البشمركة، لكنّ لا توجد أي استجابة من الجهات المسؤولة".
وبين أنّ "القوات العراقية والحشد، مسؤولة حالياً عن توفير الأمن للبلدة، لكنهم لم يستطيعوا القيام بهذه المهام، فضلاً عن أنّ أصابع الاتهام توجه ضدّ الحشد بشأن القصف"، داعياً الحكومة المركزية الى "متابعة ملف خانقين، والتحقيق بشأن القصف، والعمل على حفظ أمن الأهالي".
وتؤكد القوات العراقية، أنّ الوضع الأمني يعد جيداً في خانقين، وأنّ التحقيق جار لمعرفة الجهات التي تطلق قذائف الهاون على المناطق السكنية.
وقال ضابط في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأجهزة الأمنية شكلت لجاناً تحقيقية تعمل حالياً على متابعة الجهات التي تقف وراء قذائف الهاون، وسيتم القبض عليها"، مبيناً أنّ "الوضع في خانقين يعد جيداً قياساً بالمناطق الأخرى، لكن هناك حالة تذمر من الكرد، الذين يسعون لإعادة قوات البشمركة الى البلدة".
وأشار إلى أنّ "إعادة البشمركة تتوقف على القرارات السياسية، لكنّ وجودها لن يغير شيئاً بالواقع الأمني لخانقين، وقد يعقّده، في حال عدم التنسيق والتعاون مع القوات الأمنية الماسكة لملف البلدة".
وتقع بلدة خانقين ضمن محافظة ديالى العراقية، وهي بلدة حدودية مع إيران، وتعد من أغنى المناطق في شمال العراق بالنفط بعد محافظة كركوك، ويسكن البلدة خليط من العرب والكرد والتركمان، لكنّ الكرد هم الغالبية فيها، وكانت قوات البشمركة الكردية تمسك الملف الأمني للبلدة قبل استفتاء كردستان العام الماضي، حيث بسطت القوات العراقية ومليشيا "الحشد" نفوذها عليها، وأجلت البشمركة منها.